الأحد , أغسطس 10 2025

صورة البطل فى نصوص مسرح الطفل المصرى _ كوكب سيكا نموذجًا

بقلم : د / محمد جمال الدين

عرفت المجتمعات الإنسانية النماذج والشخصيات البطولية منذ زمن بعيد، وظلت هذه النماذج والشخصيات ملازمة لتطور المجتمعات بلا توقف حتى الوقت الحاضر، وقد ظهرت تلك النماذج والشخصيات البطولية وتطورت وأخذت أشكالًا عديدة، منها القيام بأعمال مذهلة في سبيل توحيد عناصر مجتمعها، إذ أن تلك النماذج والشخصيات البطولية دائمًا مطبوعة بطابع البيئة التي تروج فيها، كما أن لكل مجتمع طرقه الخاصة فى تقديم تلك النماذج والشخصيات البطولية.

وقد احتلت النماذج والشخصيات البطولية موقع الأسبقية كأحد مصادر التأليف فى مسرح الطفل، بسبب تناقلها من جيل إلى آخر، فلا يوجد شعب دون نماذج وشخصيات بطولية، إذ أن تلك النماذج والشخصيات البطولية وليدة الحياة والعادات والمعتقدات وعواطف الإنسان منذ أزمنة بعيدة، وقد أكتسبت الخلود بسبب تلك العادات والمعتقدات والعواطف التي تلازم الإنسان حتى يومنا هذا .

تمتلك النماذج والشخصيات البطولية فى معظم الأحيان إن لم يكن فى جميع الظروف الطرفة والفكاهة والجاذبية والشاعرية والذكاء والقوة التي تثير الأطفال، بقصدية تنمية ذوق الطفل وإذكاء أحاسيسه وتأصيل قيم ومفاهيم جديدة لديه، حيث يتولد الفهم الكامل والصحيح للموقف وأسباب وقوع الشخصية فيه، لكي يتجنب الوقوع فى مثل هذه المواقف مستقبلًا .

وتعد النماذج والشخصيات البطولية المرآة العاكسة لعادات المجتمع وتقاليده والحياة بشتى صورها، فهي لا تمنح لأفراد المجتمع الموعظة الحسنة، ولا تشير إلى العوامل السلبية والإيجابية في المجتمع أو الفرد فقط، بل تشكل عمق موسوعي غني بكل المعارف والفنون والحضارة، كما أنها صورة للتاريخ، إذ يمكن اعتبارها وسيلة تربوية لإيصال المعنى والهدف، من خلال خيالها الخصب ووعظها دون الإخلال بالعملية التربوية .

 

ولا يخفى على الجميع أهمية مسرح الطفل وصنيعه فى القلوب وتأثيره السحرى فى النفوس، وماله من دور فى بناء شخصية الطفل، بالإضافة إلى أن بعضًا من غاياته هى التذكير والتحذير، أو معالجة مشكلة، أو طرح مجموعة من القيم والمبادئ فى نفوس الأطفال، ولشخصية البطل فى مسرح الطفل أهمية كبيرة، إذ أنه الشخصية الرئيسة فى العمل، وكلما كانت شخصية البطل مكتملة الملامح والسمات، كلما أصبحت أكثر جاذبية وأعمق تأثيرًا، فالبطل فى عرض مسرح الطفل هو تجسيد لمعان معينة، أو رمز لدور من أدوار الحياة .

يدفع تتابع مفهوم البطل فى المعاجم والموسوعات، إلى الوصول إلى نتيجة مفادها الإتفاق على أن البطولة هى الشجاعة الفائقة، التى لا يتحلى بها إلا قلة من البشر، يطلق عليهم أبطال لشجاعتهم النادرة، علمًا بأن للبطولة أسسها وضوابطها الصارمة وأعرافها الثابتة وقواعدها النبيلة أيضًا، والإخلال بأى منها أو الخروج عليها يعنى إنتفاء البطولة وبالتالى البطل، فالبطولة هى الشجاعة النادرة التى لا تتوافر إلا فى الأبطال، ولكن هل يعنى ذلك أن كل شجاعة تسمى بطولة؟، بالطبع لا فقد يكون اللص الفتاك شجاعًا يرهبه الأشداء الأقوياء، لكن لا يمكن وصفه بالبطولة، إذ أنه لا يخاطر بحياته من أجل حماية عقيدة ولا السعى إلى المثل العليا .

تكاد معاجم اللغة العربية القديمة والحديثة، تتفق على المعنى الذى تفيده مفردة البطل، وعلى أن صفة الشجاعة الفائقة هى الصفة البارزة فيه، ولكنها فى الوقت نفسه تختلف دلاليًا فى بيان التسمية، فالشجاع سمى بطلًا لأنه يبطل جراحته ولا يكثرت لها، فقد جاء لغة في لسان العرب أن البطل الشجاع وفي الحديث: شاكي السلاح بطل مجرب، ورجل بطل بين البطالة والبطولة، شجاع تبْطلُ جراحه فلا تكترث لها، وقيل إنما سمي بطلًا لأن الأشداء يبطلون عنده، وقيل: هو الذي تبطل عنده دماء الأقران، فلا يدرك عنده ثأر من قومٍ أبطال، وفى المعجم الأدبى ورد أن البطولة بسالة خاصة بكبار الشجعان، وفى معجم المصطلحات العربية ورد أن البطل محارب شهير، أو إنسان يعجب به الناس لما له من مآثر ومكرمات.

وإذا ما بحثنا فى مفهوم البطولة أو البطل فى معظم المعاجم والموسوعات نجدها جميعها تتفق على أن البطولة هى الشجاعة الفائقة، التى لا يتحلى بها إلا قلة من الناس، فالبطل ذو شخصية تمتاز بالشجاعة والقوة النادرتين التى لا يملكها غيره، وهى الشجاعة التى يتجاوز بها البطل قدرات الأخرين، وما هو مألوف فى عالم الإنسان، وعليه يمكن تعريف البطل تعريفًا إجرائيًا، على أنه الشخص الذى يتصف بالشجاعة، والإقدام والقوة والهيبة، ويتصف بأخلاق فاضلة وصفات حميدة، ترفعه وتجعله يعلو عن الصغائر والنقائص، وتجعل منه نموذجًا يحتذى به، ومثالًا يقتدى به، وينظر إليه بعين الإعجاب والتقدير والإندهاش .

وقد حاول الإنسان منذ فجر تاريخه أن يحقق ما يحلم به من حياة هانئة أمينة، فعند (الإغريق) ارتبط البطل بالمفهوم الأسطوري الملحمي، تجسيدًا لقوى خارقة أو آله حل في الأرض، فهو واحد من أبطال التاريخ، فبطولته في الغالب ليست سوى صراع يضعف فيه الإنسان أمام الآلهة، فيرجع البطل بعد صراعه معترفًا بضعفه أمام الآلهة، سواء أكان معها فنصرته أم كان ضدها فسحقته، أى بمعنى آخر فناء الإنسان وخلود الآلهة، وهذا يخيب ظن البطل الأسطوري، عندما لا يحقق الخلود والخلاص من الموت، وقد حقق البطل لدى العرب الواقعية حتى في آدابهم المختلفة، وفي القصص الشعبية على وجه الخصوص، إذ أنه بطل يطول به الزمن حتى يؤدي رسالته كما ينبغي ثم يموت .

يرى جمهور الباحثين أن البطل فكرة تعلو سلوك الشخصيات، التي تتحرك حسب تصورات الكاتب، ومهما يكن الأمر فإن مفردة البطولة ليست وليدة الساعة، بل هي ما تداوله الناس عن متميزي الرجال في التاريخ العالمي، ومع إن لكل مجتمع نظرته للبطولة ومن أين تأتي للبطل، وكيف يكون حتى غدت البطولة عملًا يشتمل في محتواه على اللصوص وشذاذ الآفاق، حيث الغارات التي تقوم بها القبائل بعضها على بعض، والسلب الذي يتعرض له بعض الناس من قبل قطاع الطرق، وهو ما لم يحسب عملًا قانونيًا فحسب، وإنما أصبح عمل بطولي ومصدر شرفٍ ومجال مفاخرة، وقد تطرق البعض ممن سبقونا في نظرتهم للبطولة حتى استوت عندهم الصورة بين من يموت بحق ومن يموت بغير حق، وصار هذا هو قانونهم الطبيعي، وناموسهم الحياتي الذي يضعونه موضع الإكبار والإجلال .

لقد نمت هذه النظرة للبطولة على سوءها وتشويهها لحقيقة البطولة، نتيجة لطبيعة البيئة التي يعيش بها العربى، حيث تنمو لديه (أنا) القبيلة على حدٍ سواء مع نمو القيم النبيلة الأخرى، كالكرم والشجاعة وما شاكلهما، فالجزيرة كانت من أكثر بلاد العالم جدبًا، وكان أهلها مقيدين بحدودها لا مناص لهم من الاكتفاء بما تنتجه أرضهم القاحلة، لذلك فإن نظامهم الإجتماعي أحل الغارة والغزو، ورفع مفهومه إلى مصاف الأعمال البطولية العظيمة التي تبرز القبيلة، وترفع رأسها جراء هذه الخدمة التي قدمها لها ابنها، وأن قوة البطل الفرد لم تكن تمثل نفسه وتعود على شخصه بقدر ما كانت تمثل القبيلة وتعود عليها، وكل ما يحرزه من مجدٍ ورفعه إنما عائد إليها.

ربما يختلف مفهوم البطل اللغوى عن المعنى الإصطلاحى، فالبطل غالبًا ما يكون ملكًا أو فقيرًا أو قائدًا، حين كان الملوك والقواد والأمراء هم وحدهم المحركين للأحداث والمسيطرين على أمور الدولة، وفى شخصياتهم تتمثل قضايا العصر والمجتمع، والبطل فى المسرح هو الشخصية الرئيسة، التى تلعب دورًا فاعلًا فى حدث مهم أو حقبة زمنية معينة، كما أنه من المعروف أيضًا أن البطل الواقعى هو الشخص المعروف بالشجاعة والأعمال النبيلة الرائعة، والذى ينظر إليه على أنه مثال أعلى ونموذج يحتذى به، فهو قريب من البطل التاريخى الذى كان له دور محورى وفعال فى تاريخ أمته

والبطل قد يكون حقيقيًا، أو من نسج خيال المؤلف جملة وتفصيلًا، ولكن وعلى وجه المتعارف عليه، يبقى البطل هو الشخص القادر على القيام بعمل لا يستطيع غيره القيام به، إذ أن البطل هو الشخصية المحورية في أي عرض مسرحى سواء للكبار أو للأطفال، كما أن البطل هو الذى تتعلق به الأذهان، وهو المنقذ الوحيد صاحب القدرات الفائقة والعقلية الخلاقة والشجاعة الخارقة، فيشدو له ويتغنى به ويبتهل إليه .

وعرفت التراجيديا اليونانية مفهوم البطل، وهو الشخصية التي تدور حولها معظم الأحداث المسرحية، وهى تلك الشخصية التى تؤثر في الأحداث، أو تتأثر بها أكثر من غيرها من شخصيات في العمل المسرحى، وعلمًا بأن الشخصيات التى تحمل البطولة تستمد وجودها من مقدار صلتها بالأحداث، ومن طبيعة تلك الصلة، ومن هنا كان البطل التراجيدى اليونانى ممثلًا للمجتمع (اليونانى) بآماله وأحزانه، ومن الملاحظ أن أبطال التراجيديا (اليونانية) وإن كانوا يدافعون عن قيم ومثل أخلاقية أو إنسانية عامة، إلا أنهم مع ذلك لا يسلمون من النهاية المأساوية .

أدرك العرب منذ القدم المعنى الشمولي للبطولة، فهم لم يقفوا عند الجانب الحربي، وإنما اتسعوا بمعناها حتى شملت البطولة النفسية، وهي بطولة أدت إلى كثير من الشمائل الرفيعة، ومن ذلك الصبر على الشدائد، وتمتزج البطولة النفسية بالبطولة الحربية البطولة الخلقية، ولعل الشاعر الفارس (عنترة بن شداد) خير مثال على البطولة في العصر الجاهلي، فقد صورها في شعره على أنها تعني القوة الجسدية الخارقة التي تحمي قومه، من أن يسقطوا في مهاوي الإضمحلال والفناء، كما تعني القوة النفسية والخلقية التي يترفع بها صاحبها عن الصغائر والنقائض، وإن كان هذا في أبطال الجاهلية، فما بالك بأبطال الإسلام دين الصفاء والنقاء،دين المحبة والعطاء، وكم من أناس دخلوا في الإسلام تحت تأثير أخلاق أبطال الإسلام وأخلاقهم، فالبطل فى الإسلام ليس حكرًا على طبقة إجتماعية دون الأخرى، فالإسلام مجتمع متجانس، أساس التفاضل فيه التقوى، قال تعالى فى سورة الحجرات الأية (13): (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم

يُعرف (شوقى ضيف) البطولة على أنها الغلبة على الأقران، وهي غلبة يرتفع بها البطل عمن حوله من الناس العاديين، إرتفاعًا يملأ نفوسهم له إجلالًا وإكبارًا، فالبطل ليس فقط الذى يمتاز بالشجاعة، ولكن البطولة تكمن في موقف ذلك البطل وخلقه وصبره على أدائه للبطولة.

ينظر علماء الإجتماع للبطل على أنه إنسان قوي يسعى إلى تحقيق قيم أصيلة في المجتمع، ولكن ليس معنى ذلك أنه لا بطل إلا بهذا المفهوم، إذ أن مفهوم البطل الإجتماعي، هو الأقرب لمفهوم البطل عند العرب وغيرهم، فالبطل وقوته المتناهية في خدمة مجتمعه، إذ يوجد من بين الأبطال من هم أصحاب عقيدة ومبدأ ومثل عليا، حققوا مقومات البطل والبطولة، ولكن ربما ليسوا أصحاب قوة جسدية لافتة، أو أنه لا يعنيهم المجتمع بشيء، أو المجتمع الذي يعيشون فيه على أقل تقدير، فهو بطل يجاهد من أجل عقيدة ومبدأ يؤمن به، ويمتلك قوة قد تكون متنوعة، ولكنه في الوقت نفسه لا يعينه بشيء، ولا تهمه عاداته وتقاليده وأعرافه، وبناء على هذا فالبطل فى نظر علم الإجتماع هو ذلك الإنسان الذي يتمتع بشجاعة متنوعة ونادرة، وقوى بدنية وعقلية فائقة، وأخلاق فاضلة، ومبدأ سام، وتطلع للكمال، وتعبير صادق بليغ عن ذات قوية، وظفها في خدمة مجتمعه غالبًا، فكان المثال المتناهي في الكمال لديه مبدأ وعقيدة، تنأى به عن مصالحه الشخصية ونوازعه الأنانية، وبهذا خرج اللص من دائرة الأبطال، مع أنه شجاع يتمتع بقوى بدنية وعقلية .

لا شك أن مسرح الطفل يكتسب أهمية كبيرة، لما يضطلع به من مهمة خطيرة فى تنشئة الطفل وتكوينه، وتفجير طاقاته الإبداعية والسلوكية، لذا قال عنه (مارك توين) أن مسرح الطفل هو (أعظم إختراعات القرن العشرين)، ووصفه بأنه (أقوى معلم، وخير دافع إلى السلوك الطيب، اهتدت إليه عبقرية الإنسان)، ولمسرح الطفل أثر هام فى إستثارة خيال الطفل وتنميه مواهبه، كما أن له أيضًا مهمة تثقيفية بإعتباره، أحد أكثر الوسائط الثقافية تأثيرًا، ويؤدى دورًا هامًا فى تكوين شخصية الطفل وإنضاجها، وهو وسيلة من وسائل الإتصال المؤثرة فى تكوين إتجاهات الطفل، وميوله وقيمه ونمط شخصيته .

وتساهم الشخصيات والنماذج البطولية فى نصوص مسرح الطفل فى تقديم النماذج الصالحة والقدوة الحسنة إلى الطفل، إلى جانب أن تلك الشخصيات والنماذج البطولية تلعب أدوار كثيرة وصعبة وهامة جدًا، ترتبط بمراحل وأبعاد التربية سواء الإجتماعية أو القومية أو الثقافية أو الروحية، ومن هذه الأعمال التى تقدم صور لتلك الشخصيات والنماذج البطولية، نص (كوكب سيكا) تأليف وأشعار (عبده الزراع)، والذى قُدم على العديد من خشبات المسارح لجهات إنتاج مختلفة .

ترفع المسرحية من قيمة العمل ومن أهمية العلم والمعرفة وأهمية مساعدة الغير، ورغم إطارها الكوميدي إلا أنها قدمت العديد من الحلول لمشاكل الواقع الراهن، كقيمة العمل، وتسليط الضوء على أن الإنتاج هو العامل الرئيس الذي يحتاجه المصريون الآن، ليخرجوا من أزمات الغلاء، وإرتفاع الأسعار، والإعتماد على الإستيراد، وإهمال الصناعة والزراعة المصرية.

جاءت فكرة النص واضحة وبسيطة ومنسجمة مع سمات الفئة العمرية الموجه لها، والتي تتميز بنمو المتعلم فيها وإزدياد خبرته، ووعيه بمشكلات الحياة والمجتمع، والتي تتطلب معالجات قائمة على التفكير الإستدلالي، فاشتملت الفكرة على موضوعات محملة بمجمعة من القيم العليا، أيضًا جاء الحوار معبرًا عن طبيعة الحدث الدرامي، ومجسدًا لملامح صورة شخصيات المسرحية، التي تميزت بطابعها الإنساني، وخاليًا من التراكيب اللغوية المعقدة، فقد سعى المؤلف (عبده الزراع) إلى مخاطبة الفئة المستهدفة من نصه، بأسلوب ممتع ومشوق يخلو من التصنع والإفتعال، كذلك سعى المؤلف (عبده الزراع) لان تكون صورة شخصيات المسرحية منسجمة مع طبيعة الفكرة، وعلى الرغم من عدد الشخصيات الذي دفع به المؤلف (عبده الزراع) في نصه (كوكب سيكا)، إلا أنه سعى لأن تكون هذه الشخصيات سواء الرئيسة منها أو الثانوية فاعلة ومؤثرة، ما حقق فى لغة النص وحدة أدائية متظافرة مع خط الحدث الدرامي، فخرج النص هادفًا تربويًا ينم عن نوع من التوجيه التربوي والاجتماعي .

تعددت صور البطولة عند (عبده الزراع) فى نصه (كوكب سيكا)، فصورة العالم / الدكتور (ممتاز ممتاز)، تمثل صورة ونمط تقديم البطل كصاحب دور إيجابى فى المجتمع، وهو ما جسدته أحداث نص (كوكب سيكا)، فالدكتور (ممتاز ممتاز) نموذج لصورة البطل صاحب الدور الإيجابى، الذى يتميز بمواقفه الإيجابية، وهو شخص ذكي ومتحمس، ويتخذ قرارته بعقلانية شديدة، بأسلوب مهذب ومقبول، وهو شخص هادئ وبشوش، يحب الخير، وهو أيضًا شخص صالح مفيد لمجتمعه ولواقعه، فهو نموذج مفيد وصالح أينما كان وكيف يكون، كما جاءت أيضًا صورة الدكتور (ممتاز ممتاز) كنموذج لصورة المصلح الإجتماعى مزيل الصعاب، مساهم فى حل المشكلات المجتمعية، وهو ما يتضح فيما فعله مع سكان (كوكب سيكا)، كما جاء أيضًا الدكتور (ممتاز ممتاز) فى صورة البطل كفاعل خير وهو ما يوضحه (عبده الزراع) فى نصه، إذ استطاع (ممتاز ممتاز) أن ينقذ مملكة (كوكب سيكا) مما أصابهم، وأعاد لهم الحياة والرخاء والأمل .

قدم أيضًا (عبده الزراع) فى نصه (كوكب سيكا) صور أخرى اعتاد عليها المتلقى، وهى صور شخصيات الغفيرين (محمدين)، و(حسانين)، والشاويش (حسان)، وهى أنواع وشخصيات حُفرة صورها فى أذهان العامة، بل وتكاد تكون تلك الشخصيات تُقدم بأنماط محفوظة فى أذهان الجميع، إذ تتسم دائمًا تلك الشخصيات بالفكاهة والطرافة وكوميديا الموقف، إلا أن (عبده الزراع) أصبغ عليها فى (كوكب سيكا) أنماطًا وصورًا إضافية، إذ جاءت صور تلك الشخصيات لتجسد أنماط وصور من البطولة جديدة، فجاءت تحمل نمط الأبطال ذات الدور الإيجابى، وكفاعلة للخير، ومساهمة فى علاج مشكلات مجتمعية، إذ قاموا بتعليم أهل البلد الزراعة فعم الخير، كما قدم أيضًا (عبده الزراع) شخصية (الحكيم) ليمثل نمط وصورة البطل كواعظ أخلاقى وكذلك كمصلح جتماعى .

لذا يعد (كوكب سيكا) نموذجًا لما يجب أن تكون عليه النصوص المسرحية الموجهه إلى الطفل، لما يحمله من قيم ومبادئ يجب غرسها فى نفوس الأطفال، فى إطار أدبى وفنى بعيدًا عن المباشرة .

شاهد أيضاً

فلسفة السعادة عند علي خليفه في جحا وقمصان السعادة

بقلم : د. محمد جمال الدين لطالما كان مسرح الطفل أداة فعالة في التنمية الشاملة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *