كتبت بوسي عواد
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية ووحدة المصير بين مصر والأردن، ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور جعفر حسَّان، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، أعمال الدورة الثالثة والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، التي انعقدت في العاصمة الأردنية عَمّان، وسط حضور رفيع المستوى من كبار المسؤولين والوزراء في البلدين.
شهدت الجلسة الموسّعة للمباحثات بحث آليات تعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات الاقتصادية، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
في مستهل المباحثات، أعرب رئيس الوزراء الأردني عن ترحيبه بالوفد المصري، مشيدًا بانتظام انعقاد اللجنة المشتركة، واعتبارها نموذجًا يُحتذى به على الصعيد العربي. كما ثمّن دور مصر المحوري في دعم القضية الفلسطينية وجهودها المكثفة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة، فضلًا عن دعمها الإنساني والسياسي لسكان القطاع.
وتطرقت المباحثات إلى فرص التعاون في مجالات التجارة والنقل والسياحة وتجارة الترانزيت، إلى جانب آفاق التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق، مع التأكيد على ضرورة تفعيل هذه الآلية في المرحلة المقبلة. كما ناقش الجانبان إمكانية الاستفادة الأردنية من الخبرة المصرية في إنشاء المدن الإدارية، على غرار العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.
من جانبه، نقل الدكتور مصطفى مدبولي تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدًا عمق الروابط بين القيادتين والشعبين، وحرص القاهرة على استمرار التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
كما أشار مدبولي إلى أهمية الربط الكهربائي بين البلدين كخطوة استراتيجية تخدم مصالح عدة دول في المنطقة، وأكد استعداد مصر لدعم الاستثمارات المشتركة وزيادة حجم التعاون الاقتصادي. وأشاد بدور الأردن في رعاية العمالة المصرية وحسن معاملتها، مشددًا على أن البلدين يواجهان تحديات متقاربة تستلزم وحدة الموقف والعمل المشترك.
واختُتمت المباحثات بتأكيد الجانبين على المضي قدمًا نحو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، واعتبار هذه الدورة نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التكامل والشراكة بين مصر والأردن، بما يحقق طموحات الشعبين الشقيقين ويعزز الاستقرار في المنطقة.