كتبت خيريه غريب
حين يغمرنا حُسن الظن، فإننا نرتقي بأرواحنا قبل أن نمنح غيرنا الثقة. هو اختيار واعٍ بأن نرى الجمال في النفوس، لا أن نحاكمها بظنون مُعتمة أو شكوك مَرَضية. هو أداة بناء، لا معول هدم. فإذا ما ساد حُسن الظن بين الناس، تهدّمت جدران الغربة، وتفتّحت نوافذ القلوب على نسائم الألفة.
الأجمل من أن يُحسن المرء الظن، أن يكون جديرًا به. أن يُثبت للناس أن ظنهم به لم يكن رجماً بالغيب، بل قراءة صادقة لجوهره. الوفاء بحُسن الظن ليس مجرّد تصرف، بل هو خلق رفيع لا يصدر إلا عن أرواح أصيلة.
في مجتمع تتعانق فيه الثقة مع الوفاء، تنمو العلاقات على أرض صلبة، لا تعصف بها الشكوك، ولا تهزّها العواصف. يصبح للحديث دفء، وللصمت طمأنينة، وللحياة طَعم من الودّ لا يُشترى.
فلنُحسن الظن، لا بجهل، بل برغبة في بناء عالم أكثر نقاءً. ولنكن أوفياء لثقة الآخرين، حتى نُصبح نحن بأنفسنا ضوءًا في حياة من نحب.