الإثنين , يوليو 7 2025

ليتنا كنا نستطيع إيقاف الزمن عند لحظات السعادة

كتبت خيريه غريب

ليتنا كنا نملك مفتاحًا سحريًّا نُوقف به الزمن عند تلك اللحظات التي شعَرنا فيها أن الحياة قد أهدتنا كل ما نتمنّى.
عند ضحكةٍ صافيةٍ من قلبٍ نقيّ، أو حضنٍ دافئٍ يختصر في طمأنينته كل معاني الأمان، أو حتى عند لقاءٍ عابرٍ غيّر مجرى العمر دون أن ندري.

كم من لحظةٍ مرّت بنا وتمنّينا أن تطول للأبد… لحظةُ نجاح، أو نظرةُ فخرٍ في عين من نُحب، أو مساءٌ هادئٌ اجتمعنا فيه بمن نشتاق إليهم اليوم.
لكنّ الزمن لا يعبأ بتوسّلاتنا، يمضي بخطاه الواثقة، لا ينظر خلفه، ولا يلتفت لمن تخلفوا عن ساعته.

 

إنّ أجمل ما في تلك اللحظات أنها لم تكن واعية بأنها ستغدو ذكرى.
عشناها ببساطة، دون تكلّف، دون توقّع أنها ستنتهي.
وحين انتهت، أدركنا كم كنّا أغنياء ونحن لا نعلم، وكم كنّا نملك من السعادة ما يكفي ليضيء أيامًا قادمة لا لون فيها.

 

الزمن لا يتوقف، لكنّ الذاكرة تفعل.
تحفظ لنا ما عجزنا عن الإمساك به، تمنحنا قدرةً عجيبة على العودة، لا بالأجساد، بل بالقلوب.
نُغمض أعيننا، فنسمع من جديد ضحكةَ الأم، أو نلمح يدًا تُربّت على كتفِنا يوم خذلنا العالم.

 

فليتنا نستطيع… لكنّ العجز عن الإمساك بالزمن لا يعني العجز عن صون اللحظة.
فلنُحب بقوة، ولنسعد بصدق، ولنعِش كل لحظةٍ وكأنها الأخيرة، فربما تكون هي ذاتها ما سنتمنّى لاحقًا أن يعود.

 

فالسعادة لا تعني الديمومة، بل تعني أن نعيش اللحظة بكل ما أوتينا من شعور…
قبل أن تُصبح ذكرى يتردّد صداها في أعماقنا كلما أرهقنا الحنين.

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *