كتبت خيريه غريب
ولد إبراهيم عليه السلام في بابل، في عصر كانت البشرية قد تطورت فيه بصورة كبيرة. كان أبوه آزر صانع آلهة، وكان إبراهيم طفلًا راجح العقل شديد التفكير. كان يسأل أباه الكثير من الأسئلة حول الآلهة التي يعبدونها، مثل كيف تأكل هذه الآلهة وكيف تشرب؟ وهل تتشاجر هذه الآلهة مع بعضها البعض؟
بعد أن أدرك إبراهيم جيدًا بأن الآلهة التي يعبدها قومه لا تنفع ولا تضر، بدأ يبحث عن الإله الحقيقي. نظر إلى الكواكب والنجوم والشمس، وتفكر في صفات الإله المطلوبة. في النهاية، توصل إلى معرفة الله عن طريق العقل، وأوحى الله إليه أن يحمل رسالته إلى الناس.
شرع إبراهيم عليه السلام يدعو قومه إلى ترك عبادة الآلهة وعبادة الله الواحد الأحد. استمر في ازدراء آلهتهم، لكن لم يؤمن له أحد. ذهب إلى أبيه آزر ليدعوه، لكن الأب رفض نصح الابن وغضب عليه.
ذاع صيت إبراهيم عليه السلام في كل مكان، حتى وصل إلى مسامع ملك عظيم يقال له النمرود. طلب النمرود من قومه إحضار إبراهيم إليه، وقال له إبراهيم: إن ربي يحيي ويميت. فقال له النمرود: أنا أحيي وأميت. ثم أحضر شخصين وقتل أحدهم وعفا عن الآخر. لم يجادله إبراهيم، وقال له: إن ربي يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب. لم يستطع النمرود أن يرد عليه.
قرر قوم إبراهيم أن يحرقوه، فحفروا حفرة عميقة ووضعوا فيها الأخشاب والحطب. ألقوا إبراهيم في النار، لكن الله أمر النار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم. فدخل إليها وكأنه يدخل إلى حديقة غناء، ولم تمسه النار بسوء.
ذهب إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين، مصطحبًا معه زوجته سارة وابن أخيه لوط. تركه وذهب إلى سدوم وعمورة وأهلها الذين يرتكبون الفواحش. بعد أن استقر إبراهيم قليلًا، انطلق في رحلته إلى مصر، حيث وهبه هناك حاكم مصر امرأة تسمى هاجر.
أمر إبراهيم زوجته هاجر أن تحمل الرضيع وتستعد لرحلة طويلة. ترك إبراهيم هاجر ووليدها إسماعيل في وادي قفر، ولم يكن هناك زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا ماء. لكن هاجر قالت: لن يضيعنا الله. بدأت هاجر بالبحث عن الماء، فذهبت إلى جبل الصفا، ثم ذهبت إلى جبل المروة، تبحث عن الماء بينهما، حتى سمعت صوتًا أو وجدت ماءً تحت قدم إسماعيل، فشربت وأرضعت ولدها.
بينما كانت هاجر تسعى بين الصفا والمروة، تفجر ماء زمزم من تحت قدم إسماعيل. فرحت هاجر بذلك الماء، وأخذت تحمد الله وتشكره. وأصبح ماء زمزم من أهم مصادر الماء في مكة المكرمة.
بعد فترة، عاد إبراهيم إلى مكة ليطمئن على هاجر وإسماعيل. وجد إسماعيل ينمو ويكبر، ووجد ماء زمزم يتفجر من الأرض. أمر الله إبراهيم ببناء الكعبة، فبنى إبراهيم وإسماعيل الكعبة.
رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، فقال له إسماعيل: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. ذهب إبراهيم بإسماعيل إلى جبل مزدع، وألقاه على جبينه استعدادًا للذبح. في هذه اللحظة، نادى الله إبراهيم أن قد صدقت الرؤيا، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم.
توفي إبراهيم عليه السلام في منطقة الخليل في فلسطين، حيث دفن هو زوجته ساره في المسجد الابراهيمي هناك اختلاف في تحديد عمره عن الوفاه ولكن يقول انه عاش 175 او 200 سنه والله اعلم