كتبت بوسي عواد
في تصعيد خطير وغير مسبوق، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء 21 مايو، على إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف تجاه وفد دبلوماسي أثناء تواجده على مدخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية، في زيارة ميدانية للاطلاع على الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه المخيم المحاصر.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فإن جنود الاحتلال المتمركزين قرب البوابة الحديدية الشرقية لمخيم جنين أطلقوا النيران صوب الوفد الدبلوماسي ومجموعة من الصحفيين الذين كانوا يغطون الزيارة، ما أحدث حالة من الذعر، دون الإبلاغ عن إصابات حتى لحظة إعداد التقرير.
وكان الوفد يضم ممثلين من عدد من الوزارات العربية والأجنبية، وبدأ زيارته من مقر محافظة جنين، حيث قدم المحافظ شرحًا مفصلًا عن الأوضاع الكارثية في المدينة والمخيم، مشيرًا إلى الخسائر الاقتصادية الهائلة، وتدمير البنية التحتية، ونزوح أكثر من 22 ألف مواطن جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه هذا الاعتداء، معتبرة أنه يمثل “انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي، وخرقًا فاضحًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961″، التي تضمن الحماية الكاملة للبعثات والوفود الدبلوماسية.
وأكدت الوزارة أن هذا السلوك العدواني يعكس الاستهتار الإسرائيلي المتصاعد بالقانون الدولي، ومحاولة لتكميم الصوت الدولي ومنع المجتمع الدبلوماسي من معاينة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، مطالبة بمحاسبة الاحتلال أمام المحافل الدولية.
وتُعد هذه الحادثة واحدة من أخطر مظاهر تصعيد الاحتلال ضد التواجد الدولي في الأراضي الفلسطينية، وتهديدًا صريحًا لأمن وسلامة ممثلي الدول، في تحدٍّ صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية.