الإثنين , أغسطس 11 2025

واشنطن تتحرك عسكريًا في الشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع إيران

كتب مصطفى قطب

في تطور عسكري لافت يُنذر باتساع رقعة المواجهة في الشرق الأوسط، كشف مسؤولان أمريكيان لوكالة “رويترز” يوم الأربعاء 18 يونيو، أن الجيش الأمريكي بدأ بتحريك عدد من الطائرات والسفن الحربية من قواعد استراتيجية بالمنطقة، خشية تعرّضها لأي هجوم محتمل من جانب إيران، في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية لليوم السادس على التوالي.

 

وبحسب المسؤولين – اللذين فضّلا عدم الكشف عن هويتهما – فإن هذه التحركات تأتي في إطار خطة وقائية تهدف إلى “حماية القوات الأمريكية” المنتشرة في المنطقة، لا سيما في قواعد رئيسية مثل قاعدة العديد الجوية في قطر، وميناء البحرية الأمريكية في البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس.

 

ورفض المصدران تحديد عدد أو وجهة الطائرات والسفن التي تم نقلها، لكنهما أكدا أن الخطوة ليست غير معتادة في سياق الأزمات الإقليمية، مشيرين إلى أن بعض الطائرات “التي لم تكن في ملاجئ محصنة” تم إجلاؤها من قاعدة العديد، في وقت أُبعدت فيه قطع بحرية أمريكية من موانئ بحرينية “قريبة من الخطر الإيراني المحتمل”.

 

وفي تحرك مواكب، أصدرت السفارة الأمريكية في قطر يوم الخميس 19 يونيو تحذيرًا عاجلًا، أعلنت فيه قيودًا مؤقتة على دخول موظفيها إلى قاعدة العديد الجوية، ووجهت نداءً للرعايا الأمريكيين في قطر لتوخي الحذر الشديد، في ظل التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط.

 

وفيما يزداد الترقب العالمي لما إذا كانت واشنطن ستنخرط مباشرة في الحملة العسكرية ضد إيران، لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتزم الصمت الاستراتيجي، تاركًا العالم في حالة غموض وقلق بشأن الموقف الأمريكي الرسمي من الضربات الإسرائيلية المتصاعدة.

 

هذا الصمت أثار مخاوف داخل الأوساط الدبلوماسية والعسكرية، خصوصًا بعد تحذير السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، الذي أكد أن إيران أبلغت واشنطن بأنها سترد “بحزم” إذا شاركت القوات الأمريكية في العمليات الهجومية بشكل مباشر.

 

وتواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية موسعة منذ يوم الجمعة الماضي، زاعمةً أن لديها أدلة قاطعة على اقتراب إيران من إنتاج سلاح نووي – وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط.

 

ووفق تقارير صحفية، شملت الضربات الأخيرة قصفًا جديدًا لمنشأة “نطنز” النووية، وهي من بين أهم المنشآت الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، في تصعيد يُنظر إليه على أنه تدمير ممنهج للبنية التحتية النووية الإيرانية.

 

وذكرت رويترز أن حاملة طائرات أمريكية غادرت منطقة المحيطين الهندي والهادي باتجاه الشرق الأوسط، في مؤشر واضح على استعدادات عسكرية أمريكية للانخراط السريع في حال تطورت المواجهة، وسط تقارير عن تعزيز وجود الطائرات المقاتلة وأسطول التزود بالوقود في المنطقة.

 

في ظل هذه التحركات، تبدو المنطقة على حافة انفجار شامل، بينما تُشير كل المؤشرات إلى أن الخط الفاصل بين الردع والانخراط المباشر أصبح هشًا للغاية. ومع استمرار القصف، وتهديدات طهران، وتزايد التحذيرات للسفارات الأجنبية في الخليج، تتجه الأنظار نحو واشنطن:
هل تحسم موقفها بالمشاركة الفعلية في الحرب، أم تواصل إدارة الأزمة من وراء الستار؟

.

شاهد أيضاً

مصر تندد بخطة إسرائيل لاحتلال غزة بالكامل وإبادة للشعب الفلسطيني

كتب مصطفى قطب في موقف حازم يعكس التزامها الثابت بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية، أدانت جمهورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *