كتبت بوسي عواد
في مشهد دبلوماسي رفيع المستوى يعكس عمق العلاقات بين مصر وآسيا، استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، فخامة لوونج كوونج، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، والوفد المرافق له، وذلك بمقر مجلس الوزراء في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث بحث الجانبان سُبل التعاون في مختلف القطاعات، في خطوة جديدة نحو بناء شراكة شاملة بين البلدين.
استهل مدبولي اللقاء بكلمات ترحيبية تعبّر عن تقدير مصر لزيارة الرئيس الفيتنامي، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعود إلى عام 1963، حين كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام.
وأوضح رئيس الوزراء أن استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس الفيتنامي يعبّر عن رغبة صادقة في تعزيز التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أن الاتفاق السياسي بين القيادة في البلدين لرفع مستوى العلاقات إلى شراكة شاملة يعكس حجم الطموحات بين القاهرة وهانوي.
وخلال اللقاء، ثمّن مدبولي توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي التنمية المحلية والتنمية الاقتصادية، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تُولي أهمية كبرى لفتح آفاق التعاون في الزراعة والتصنيع والتجارة والاستثمار.
كما أكد مدبولي أن مصر تتطلع للاستفادة من التجربة الفيتنامية في تحقيق التنمية المستدامة، خاصةً في ظل التشابه بين التحديات التي تواجهها القاهرة وهانوي.
في إطار التوسع الاقتصادي، أعرب رئيس الوزراء عن تشجيع الحكومة المصرية للشركات الفيتنامية على الاستثمار في مصر، خاصة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعة، والنقل.
وأشار إلى إمكانية التعاون في تسهيل التبادل التجاري من خلال الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الإقليمية التي يتمتع بها الطرفان، بما يُعزز من فرص النفاذ للأسواق المجاورة في إفريقيا وآسيا على السواء.
واقترح مدبولي إنشاء مجلس أعمال مصري فيتنامي مشترك لتعزيز التواصل بين رجال الأعمال في البلدين، وتنمية الشراكات التجارية والاستثمارية، بما يتماشى مع الرؤية الشاملة لقيادتي البلدين في إقامة روابط اقتصادية استراتيجية طويلة الأمد.
وأكد رئيس الوزراء خلال حديثه أهمية التعاون في المجال التعليمي، مشيرًا إلى المنح الدراسية المقدمة من الجامعات المصرية، والأزهر الشريف، للطلاب الفيتناميين، معربًا عن تطلعه إلى زيادة هذا النوع من التبادل الثقافي والمعرفي.
كما أبدى استعداد مصر للمشاركة في اتفاقية مكافحة الجريمة السيبرانية، المقرر توقيعها في فيتنام في نوفمبر المقبل، متطلعًا أيضًا لدعم فيتنام للمرشح المصري الدكتور خالد عناني في منصب مدير عام منظمة اليونسكو.
شهد اللقاء حضورًا رفيع المستوى من كلا الجانبين، حيث شارك من الجانب المصري وزراء ومسؤولون من قطاعات التعليم والزراعة والدفاع والتنمية الصناعية والعلاقات الخارجية، بينما ضم الوفد الفيتنامي مسؤولين كبار من الدفاع، والتعليم، والخارجية، والحزب الحاكم.
هذا التمثيل الرسمي المكثف يعكس إرادة سياسية واضحة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وترجمتها إلى اتفاقيات تنفيذية ومشروعات تنموية ملموسة.
زيارة الرئيس الفيتنامي إلى العاصمة الإدارية ليست فقط زيارة بروتوكولية، بل خطوة عملية نحو تأسيس تحالف مصري فيتنامي متعدد الأبعاد، يعكس قوة الدبلوماسية المصرية في بناء جسور التعاون مع شركاء من قارات مختلفة.
في زمن التحديات الاقتصادية والتحولات العالمية، تكتب مصر وفيتنام سطرًا جديدًا من التعاون الدولي، من قلب عاصمتين تمثلان حاضرًا واعدًا ومستقبلًا مشتركًا.