كتب مصطفى قطب
حذرت الأمم المتحدة من أن مدينة غزة تشهد انهيارًا كاملًا لسبل الحياة المدنية المتبقية، في ظل التصعيد العسكري المستمر وما يخلفه من دمار واسع النطاق. وأكدت المنظمة، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أن أكثر من مليون شخص نزحوا داخليًا منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي، فيما تتعرض البنية التحتية الإنسانية لانهيار غير مسبوق.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن 11 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا تعرضت لأضرار بالغة جراء الهجمات الإسرائيلية خلال الأيام الخمسة الأخيرة فقط، ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي السياق ذاته، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف أن أكثر من 700 ألف طفل في قطاع غزة محرومون من حقهم الأساسي في التعليم الرسمي، بعدما تحولت المدارس إلى ملاجئ للنازحين، والمنازل إلى أنقاض، ما جعل البيئة التعليمية تنهار بالكامل. وأوضحت أن أطفال غزة جُردوا من أبسط حقوقهم في التعلم، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مستقبل غامض وسط أزمات إنسانية مركبة.
وتعكس هذه التصريحات حجم الكارثة التي يعيشها سكان قطاع غزة، حيث فقد المدنيون مقومات الحياة اليومية، من الأمن والتعليم وحتى المأوى. وبينما تتصاعد العمليات العسكرية، تتزايد المخاطر على حياة أكثر من مليوني إنسان محاصرين في القطاع، في وقت لم تنجح فيه الجهود الدولية حتى الآن في إعادة الهدوء أو توفير ممرات إنسانية آمنة.
الأمم المتحدة شددت على أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية أكبر، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف التصعيد، وضمان حماية المدنيين، وإعادة تفعيل آليات الدعم الإنساني العاجل، خاصة للأطفال والنساء الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا.