كتب مصطفى قطب
في تطور سياسي مفاجئ وصفه المراقبون بـ«التاريخي»، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن إسرائيل لم تتنازل عن هدفها المعلن بإنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، رغم موافقة حكومته على المرحلة الأولى من خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الخميس 9 أكتوبر الجاري.
وقال ساعر في تصريحات له، إنه سيصوّت داخل اجتماع الحكومة لصالح صفقة الرهائن، مشيرًا إلى أن بلاده “لم تتنازل عن أي من أهداف الحرب، ولا تزال هناك اختبارات تنتظرنا”، مضيفًا أن المرحلة الحالية تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة الإسرائيلية على تحقيق الأمن والسلام في آنٍ واحد.
وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي أن من مصلحة بلاده توسيع دائرة السلام والتطبيع في المنطقة، مؤكدًا: “لم نتخل عن أي من أهداف الحرب كما حددها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية”، في إشارة إلى استمرار الرؤية الإسرائيلية الرامية إلى إضعاف قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة.
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع كلٍ من إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، واصفًا الحدث بأنه “تاريخي وغير مسبوق”.
وفي منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «تروث سوشيال»، كتب ترامب: “فخور جدًا بالإعلان عن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا، التي تمثل خطوة كبيرة نحو إنهاء عقود من الصراع في الشرق الأوسط.”
كما توجه ترامب بالشكر إلى الوسطاء من مصر وقطر وتركيا، مشيدًا بجهودهم الحاسمة في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي أنهى واحدة من أطول وأعنف جولات الحرب على غزة.
وفي المقابل، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي التوصل إلى اتفاق ينص على إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ تبادل للأسرى بين الجانبين.
وجاء في البيان أن الاتفاق تم بعد مفاوضات “مسؤولة وجادة” جرت في شرم الشيخ، بمشاركة فصائل المقاومة الفلسطينية، استنادًا إلى مقترح الرئيس الأمريكي، بهدف وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.
وأعربت الحركة عن تقديرها العالي لجهود الوساطة المصرية والتركية والقطرية، مثمنةً ما وصفته بـ”الجهود الإيجابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب” في السعي إلى وقف الحرب وضمان انسحاب الاحتلال بشكل كامل من القطاع.
بدوره، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى الاتفاق بأنه “يوم عظيم لإسرائيل”، معلنًا عزمه عقد جلسة حكومية طارئة للمصادقة النهائية على الاتفاق، معتبراً أن الخطوة “تفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار لإسرائيل والمنطقة”.
ويرى محللون سياسيون أن الاتفاق يمثل منعطفًا حادًا في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ يجمع للمرة الأولى بين أطراف متنازعة في إطار تسوية مباشرة برعاية أمريكية، وسط آمال بأن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لسلام دائم في غزة والمنطقة ككل.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن الصفقة خطوة نحو التهدئة الشاملة، يؤكد آخرون أن تصريحات جدعون ساعر تكشف عن نوايا إسرائيلية بالإبقاء على الضغط العسكري والسياسي على