المحطة الإحبارية جريدة إليكتورنية شاملة
كتبت بوسي عواد
في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، تعيين الجنرال دافيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، متجاهلًا اعتراضات من الجيش وقرارًا سابقًا للمحكمة العليا بعدم قانونية إقالة الرئيس الحالي للجهاز، رونين بار.
وقال نتنياهو في تصريحات الجمعة إن تعيين زيني “يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن”، مؤكدًا أن مرشحه “لن يتدخل في أي تحقيق يستهدف المقربين منه”، في إشارة إلى ملفات فساد أو قضايا قانونية تحيط بعدد من حلفائه.
وبحسب ما نشره موقع “روسيا اليوم”، فقد استدعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، اللواء زيني إلى مكتبه بشكل عاجل، بعد دقائق من إعلان التعيين، بهدف التحقيق فيما إذا كان الأخير قد أجرى اتصالات أو مفاوضات سياسية دون علم المؤسسة العسكرية، وهو ما يُعد انتهاكًا صريحًا للتعليمات العسكرية الإسرائيلية.
صدمة داخل الجيش
الاجتماع بين رئيس الأركان وزيني انتهى باتخاذ قرار بتسريع إجراءات تقاعد زيني من الخدمة العسكرية، مع تشديد زمير على أن “أي تواصل بين ضباط الجيش والمستوى السياسي يتطلب موافقة مسبقة”، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة، ما يثير تساؤلات جدية حول آلية التعيين وشفافيته.
إقصاء مؤسسي أم محاولة للهروب من التحقيقات؟
توقيت إعلان نتنياهو عن التعيين، بالتزامن مع الجدل القضائي بشأن استمرار رونين بار في منصبه، ووسط خلافات داخلية عميقة في المؤسسة الأمنية، يُنظر إليه على أنه محاولة من نتنياهو لإحكام السيطرة على الأجهزة الأمنية، خاصة في ظل التحقيقات المتزايدة التي تطال محيطه السياسي.
ويُذكر أن زيني، رغم خبرته العسكرية، لم يكن على رأس قائمة المرشحين داخل أروقة “الشاباك”، ما يزيد من حالة الريبة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
ختامًا، يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا سياسيًا وقضائيًا بشأن هذا التعيين، خاصة في ظل الانقسامات الحادة داخل الحكومة والجيش، وتزايد الانتقادات الداخلية لسياسات نتنياهو في إدارة أجهزة الدولة.
