كتبت منة الله
في احتفالية تاريخية مميزة، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم افتتاح مشروع تطوير مدينة غرناطة بحي مصر الجديدة، بعد انتهاء أعمال الترميم والتجديد التي أعادت لهذا المعلم الأثري العريق بريقه المعماري والثقافي.
ويُعد مبنى غرناطة من أبرز المعالم التي تجسد الطابع الأندلسي الإسلامي في قلب القاهرة، حيث يعود تاريخه إلى النصف الأول من القرن العشرين، ويُجسد مرحلة مهمة في تطور العمارة بالقاهرة، التي جمعت بين التصميم الكلاسيكي والاتجاهات الحديثة في البناء.
وقد كانت غرناطة طوال عقود من الزمن مركزًا للأنشطة الثقافية والاجتماعية، حيث احتضنت في مراحلها الأخيرة سينما صيفية قبل أن تُغلق أبوابها أواخر التسعينيات. وبعد سنوات من الإهمال، بدأت شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير مشروعًا طموحًا في عام 2017 لترميم المبنى، وإعادة توظيفه كمنصة لاحتضان الفعاليات الثقافية والفنية.
وخلال افتتاح المشروع، أكد رئيس الوزراء على أهمية الحفاظ على التراث المعماري المصري، وربط ماضي القاهرة العريق بحاضرها المتطور، مشيرًا إلى أن تطوير غرناطة ليس مجرد إعادة إحياء لمبنى أثري، بل هو خطوة في سبيل إعادة الاعتبار للهوية البصرية والثقافية للعاصمة.
ويأتي هذا المشروع في إطار جهود الدولة لتحسين البيئة العمرانية، والحفاظ على الأصول التاريخية، وتعزيز دور الثقافة والفنون في خدمة المجتمع، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
ويُنتظر أن تتحول غرناطة بعد تطويرها إلى مركز إشعاع ثقافي جديد في القاهرة، يحتضن العروض المسرحية، والأنشطة الإبداعية، والفعاليات المجتمعية، مما يعيد دمج التاريخ في نبض المدينة الحديثة.