الإثنين , يوليو 7 2025

نحن نكتب ما نشعر به..وأحيانًا ما نتمنى

كتبت بوسي عواد

في زمنٍ مكتظّ بالصخب، وبين زحام الحياة، نلجأ نحن عشّاق الحروف إلى ملاذٍ آمن. إلى الورق، إلى الكتابة.

نحن لا نكتب لأننا نحسن التعبير فقط، بل نكتب لأن القلوب أرهقتها الحكايات الصامتة، ولأن المشاعر بحاجة إلى مخرج لا يخون.

نكتب ما نشعر به. حين تتكدس في داخلنا الكلمات التي لم تُقال، حين يصبح الحرف صديقًا أوفى من كل من حولنا.

وأحيانًا… نكتب ما نتمنى. نرسم المستقبل الذي نحلم به، نغزل أمنيات لم تولد بعد، ونسكن عالمًا من خيال أجمل من الواقع.

وأحيانًا أخرى… نكتب ما فات وانتهى. نعود إلى محطات الذاكرة، نستعيد تفاصيل قد رحلت لكنها لم تغادر قلوبنا.

نكتب الراحلين، نكتب الغائبين، نكتب فصولًا أُغلقت لكنها تركت صفحاتها مفتوحة داخلنا.

والأغلب نكتب لأنفسنا.

نكتب لننقذ أرواحنا من التآكل، نبوح بما لا يراه الآخرون، نحكي بصوتٍ خافت لا يسمعه إلا من مرّ بذات الوجع.

نكتب بحروف لا يقرأها إلا من يشعر بنا…

من تذوّق ذات الألم، من عاش تقلبات المشاعر، من يعرف كيف تُخفي العين دمعة وتبتسم.

فكن أملاً ولا تكن ألماً…

كن ذاك الذي يترك أثرًا طيبًا، لا أثرًا موجعًا.

كن فرحًاً ولا تكن وجعًا…

دع بصمتك حياة، لا عبئًا يُضاف إلى قلبٍ مُنهك.

كن ابتسامة تزين الوجه، لا تكن يومًا دموعًا على الخد.

يكفينا ما نشهده من تقلبات في القلوب، من حكايات تبدأ ولا تكتمل.

نلتقي خلف الشاشات، نتبادل كلمات قد لا تبدو مهمة… لكنها تلامس القلب.

منهم من يرحل مع الوقت… ومنهم من يختبئ في القلب إلى الأبد.

نحن نكتب، لا لنُقال فقط، بل لنرتاح.

نكتب لأننا نبحث عمن يفهم دون شرح، ويشعر دون تفسير.

نكتب، لأن الحروف صارت ملاذًا، صارت وطنًا لا نخاف فيه من الغربة.

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *