بقلم د/مى غريب
الخذلان مش موقف بيعدي… الخذلان وجع بيسكن القلب، ويقعد هناك شوية كتير. مش لازم يكون خذلان من حبيب، ممكن يكون من صديق، من أهل، من زميل، من فكرة كنت مؤمن بيها… أو حتى من نفسك!
الخذلان ليه وشوش كتير، مرات بييجي في صورة سكوت، ومرات في صورة تجاهل، ومرات أقسى لما تحس إنك اتسحبت من قلب المشهد بهدوء… كأنك ماكنتش موجود أصلًا.
أشكال الخذلان:
1. خذلان العلاقات: لما اللي كنت شايفه ضهرك، يسيبك وقت الجد.
2. خذلان الذات: لما تعمل اللي عليك، وتفشل… فتحس إنك خذلت نفسك.
3. خذلان المجتمع: لما تبذل مجهود، وتتحط في آخر الصف… مش لأنك قليل، لكن لأنهم مش شايفينك!
4. خذلان الأمان: لما المكان اللي مفروض يحميك، يكون هو أول مصدر وجع ليك.
تأثير الخذلان على الصحة العامة:
خذلان واحد ممكن يعمل في الجسم ما لا تفعله الأمراض العضوية:
نفسياً:
اضطرابات النوم
نوبات قلق أو هلع
اكتئاب مش دايم، لكنه راكن على طرف القلب
فقدان الحافز والطاقة
جسدياً:
صداع متكرر
اضطرابات هضمية (زي القولون العصبي)
ضعف في المناعة
خمول عام
عاطفياً وسلوكياً:
عزلة اختيارية
عصبية زائدة
فقدان الثقة بالناس… أو بالنفس
والسبب؟ لأن الخذلان يهز جذور الأمان، ولما الأمان يتكسر، الجسم كله بيدق ناقوس خطر!
طيب… نتصرف إزاي؟!
أولاً: اسمّي الخذلان باسمه
ما تقوليش “يمكن أنا اللي فهمت غلط” أو “هو ماقصدش”… لا! لازم تعترفي بالمشاعر وتفهمي الموقف. التجميل هنا بيأذي أكتر ما بيفيد.
ثانيًا: افصلي الحدث عن الذات
اللي خذلك مش بالضرورة أنتِ السبب فيه. في ناس بتمشي، مش لأنك وحشة، لكن لأنهم مش قدك.
ثالثًا: اعرفي إن الخذلان شهادة نجاح
أيوه، الخذلان بييجي أوقات كتير بعد ما تكوني بتتألقي. الناس ما بتخذلش الضعيف، بتخذل اللي حضورهم بيقلق!
رابعًا: استعيدي طاقتك
اعملي اللي بتحبيه، ولو بسيط. ارجعي لهواياتك، اضحكي بصوت عالي، ابكي لو عايزة، لكن ما تستسلميش. خلي فيه حاجات “بترد الروح”.
خامسًا: قولي لنفسك جملة واحدة كل يوم
“أنا أستحق ناس تشبهني، مش ناس تستنزفني.”
الخذلان مش نهاية، هو مرحلة من مراحل النضج. يمكن يكسر، بس بيبني بعدين. أهم حاجة ما تخليش خذلان شخص أو موقف يكون السبب إنك تخذلي نفسك.
دايمًا فيه بدايات بتخرج من قلب الأوجاع. واللي مشي… ساب مكانه للي جاي و”قدّك”.