كتب سيد بدران
في واقعة مروعة هزت الرأي العام وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، توفي مساء الأربعاء تاجر الذهب الشهير أحمد محمود المسلماني، متأثرًا بجراحه البالغة بعد أيام من تعرضه لاعتداء دموي باستخدام أسلحة بيضاء على يد شخصين وسط أحد شوارع مدينة رشيد بمحافظة البحيرة.
ورغم محاولات مستميتة من الطواقم الطبية داخل أحد المستشفيات الخاصة بمحافظة الإسكندرية لإنقاذ حياته، فارق المسلماني الحياة بعد خضوعه لعدة عمليات دقيقة، متأثرًا بجروح قطعية في الوجه والرأس والصدر.
الصدمة الكبرى تمثلت في فيديو صادم التقطته كاميرا مراقبة بالشارع، وثّق لحظة تنفيذ الجريمة. ويظهر الفيديو شخصًا – تبين لاحقًا أنه المدعو فارس ع.م – يعترض سيارة المجني عليه ويطلب الحديث معه، ثم ينضم إليه متهم آخر، هو سيف أ.س، ليبدأ كلاهما في توجيه سلسلة من الطعنات العنيفة للمسلماني، مستخدمين “مطاوي” حادة.
ويظهر في المقطع أيضًا صديق المجني عليه، أحمد الديباني، وهو يحاول يائسًا التصدي للجناة وإنقاذ الضحية، لكنه أصيب بإصابات بالغة شملت:
جرح قطعي في الذراع الأيسر بطول 7 سم
جرح سطحي في الساعد بطول 15 سم
إصابة في الصدر مع اشتباه بتمزق في الأوتار
مشهد الدماء التي غمرت الأرض، وصوت الاستغاثات في الفيديو، أشعل مواقع التواصل التي عجّت بالغضب والدعوات بسرعة القصاص.
سرعان ما تحركت أجهزة الأمن في محافظة البحيرة، وتمكنت من تحديد هوية المتهمين وضبطهما خلال ساعات من الواقعة. ووفق مصادر أمنية، اعترف الجانيان بكامل تفاصيل الجريمة، مشيرين إلى وجود “خلافات سابقة تتعلق بسرقة ذهب” من محل المجني عليه.
النيابة العامة وجهت للمتهمين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأمرت بحبسهما احتياطيًا على ذمة التحقيق، التي لا تزال جارية للكشف عن الدوافع الكاملة ومدى وجود شركاء آخرين في الجريمة.
وفي مشهد مؤثر، خرجت زوجة الضحية عن صمتها لتروي اللحظات الدامية التي فقدت فيها شريك حياتها، قائلة في مقطع مصور:
“أحمد كان ماشي في أمان الله، وفجأة ظهر فارس وسلم عليه، وقاله تعالى عاوزك.. خدوه على غفلة، وكان معاه واحد تاني مستنيه، نزلوا من العربية وضربوه بمطواة، وصفوا دمه… جوزي اتشرح، وشه ورقبته ودماغه اتفتحوا، وأنفه اتفتت. أنا عاوزة حق جوزي، ده مايرضيش ربنا.”
أثارت الجريمة حالة من الغضب الشعبي العارم، خاصة بعد تداول الفيديو بشكل واسع، مطالبين بأشد العقوبات للجناة، معبرين عن خوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث في وضح النهار أمام المارة دون رادع.
ولا تزال النيابة تستكمل التحقيقات، فيما يتجه أهالي مدينة رشيد إلى تنظيم وقفة رمزية للمطالبة بالقصاص العادل ورفع شعار:
“دم المسلماني لن يضيع.”