كتبت خيريه غريب
في زمنٍ تمتلئ فيه الحياة بالضجيج والتناقضات، يصبح التجاهل الذكي ضرورةً لا رفاهية. فليس كل ما يُقال يستحق الرد، ولا كل موقف يستحق الوقوف عنده، ولا كل شخص يستحق استنزاف طاقتنا. التجاهل لا يعني الضعف، بل هو قمة النضج والحكمة. هو مهارة نكتسبها مع التجربة، نتعلم من خلالها كيف نختار معاركنا، ومتى نصمت حفاظًا على كرامتنا، ومتى نتجاوز لنحمي أرواحنا من التشوه.
لأن الحياة قصيرة، ولا تستحق أن نُهدرها في متابعة الصغائر، أو الرد على كل من يحاول استفزازنا، أو الغضب من كلمات لا قيمة لها. القوي ليس من يردّ على الجميع، بل من يعرف متى يتجاهل.
يجب علينا أن نتجاهل الأشخاص السلبيين الذين لا يرون إلا العيوب، ولا يتحدثون إلا عن الآخرين، كما يجب أن نتجاهل الأقوال المؤذية لأن الرد عليها يمنحها أكبر من حجمها، وكذلك الأفعال الاستفزازية التي تهدف إلى جرك لمستوى لا يليق بك.
لكي نتقن فن التجاهل الذكي، يجب أن نثق بأنفسنا، فمن يعرف قدر نفسه لا يُستفز بسهولة، وعلينا أن نرفع سقف أولوياتنا ونسأل أنفسنا هل هذا الأمر يستحق وقتي وطاقتي؟ وعلينا أن نتذكر هدفنا ولا ندع التفاهات تسرقنا من طريقنا.
اجعل شعارك في الحياة: “أنا أكبر من أن أُستفز، وأذكى من أن أرد، وأرقى من أن أنحدر.” تجاهل، وابتسم، وامضِ قدمًا… ففي التجاهل حياة.