كتب مصطفى قطب
في أجواء مفعمة بالفخر والإنجاز، احتفل النجم المصري محمد صلاح بعيد ميلاده الـ33 هذا الأسبوع بطريقة استثنائية، بعدما أعلن نادي ليفربول الإنجليزي عن تجديد عقده لمدة موسمين إضافيين ليستمر بين جدران “أنفيلد” حتى صيف 2027، في خطوة تؤكد على مكانة صلاح كأحد أبرز الرموز في تاريخ النادي الحديث.
وجاء تجديد التعاقد في وقت يعيش فيه الفرعون المصري واحدة من أروع فتراته الكروية على الإطلاق، حيث قاد ليفربول لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024-2025، في موسم استثنائي شهد تألقه اللافت على المستويين الفردي والجماعي.
ورغم التحديات التي واجهت “الريدز” على صعيد المنافسات المحلية والأوروبية، كان صلاح حاضرًا في الموعد دائمًا، وسجل 29 هدفًا وصنع 18 تمريرة حاسمة، ليحصد بذلك جائزة الحذاء الذهبي كهداف البريميرليج، وجائزة أفضل صانع أهداف، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، في إنجاز غير مسبوق.
وبحسب شبكة “سكواكا” للإحصائيات، بات محمد صلاح أول لاعب في تاريخ البريميرليج يفوز بالجوائز الثلاث في موسم واحد، بينما أكدت “أوبتا” أنه عادل الرقم القياسي التاريخي لأكثر اللاعبين مساهمة بالأهداف في موسم واحد، بـ47 مساهمة (29 هدفًا و18 صناعة)، وهو رقم لم يتحقق منذ عهد آندي كول وآلان شيرر في التسعينيات.
وبعيدًا عن الأرقام، يواصل صلاح أداء دوره القيادي داخل غرفة الملابس، حيث يُعتبر مثالًا يُحتذى به في الالتزام والانضباط والاحترافية، وهو ما أكده المدرب الألماني السابق يورغن كلوب في تصريحات سابقة، حين وصفه بأنه “أحد أعظم اللاعبين في تاريخ ليفربول الحديث”.
أنا فخور بما حققته هنا، لكنني لا أزال متعطشًا للمزيد من البطولات والإنجازات بقميص ليفربول. جماهير هذا النادي دائمًا كانت الداعم الأكبر لي، وسأقاتل من أجلهم كما اعتدت دائمًا”.
تجديد عقد محمد صلاح لم يكن مجرد خطوة إدارية، بل رسالة قوية من ليفربول تؤكد استمرار المشروع القائم على الخبرة والطموح، في وقت تسعى فيه إدارة النادي للحفاظ على نجوم الفريق الأساسيين وبناء المستقبل بثقة.
وبينما يطفئ محمد صلاح شمعة جديدة في مشواره الحافل، يثبت النجم المصري عامًا بعد عام أنه أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، بل رمز للإصرار والتحدي والطموح العربي في ملاعب أوروبا، ومصدر إلهام لأجيال كاملة من الشباب الحالمين بالنجاح.