الإثنين , يوليو 7 2025

الأنانية والغيرة سموم تقتل العلاقات الإنسانية

كتبت خيريه غريب

الأنانية والغيرة صفتان سلبيتان تنخران جذور العلاقات الإنسانية، وتؤثران بشكل مباشر في الصحة النفسية للفرد.

فالأنانية هي حب الذات المفرط على حساب الآخرين، حيث يرى الفرد العالم من منظوره فقط، ويصبح مهووسًا بمصالحه الخاصة. أما الغيرة، فهي شعور بالخوف والقلق من فقدان شيء أو شخص، مما يؤدي إلى تآكل الثقة ودمار العلاقات.

 

الأنانية داء يصيب القلوب، فتغدو لا ترى إلا نفسها. وعندما يهيمن هذا السلوك على الفرد، يفقد القدرة على التعاطف، وتنطفئ فيه رغبة العطاء. يصبح كل شيء يتمحور حول ذاته، فلا يسمع إلا صوته، ولا يهتم إلا بمصلحته. وهكذا تتآكل الروابط الإنسانية، ويشعر من حوله بالإهمال والتجاهل.

 

أما الغيرة، فهي نار داخلية تشتعل في القلب، وتحرق نسيج العلاقات. حين تستولي الغيرة على الإنسان، تسيطر عليه مشاعر القلق والتوتر، وتزعزع ثقته بنفسه وبالآخرين. وقد تتطور إلى شكوك وتجسس واتهامات لا مبرر لها، مما يهدم جسور الثقة والمحبة.

 

تنشأ الأنانية والغيرة من عدة أسباب، أبرزها: التربية الخاطئة، والخوف من الفقد، وانعدام الثقة بالنفس. فالفرد الذي نشأ في بيئة تشجعه على حب الذات وتفضيلها المفرط، غالبًا ما يكون أكثر عرضة لهذه الصفات. وكذلك من يعاني من انعدام الأمان الداخلي، يعيش حالة دائمة من الغيرة والقلق.

 

ولمواجهة هذه السموم النفسية، لا بد من خطوات واعية تبدأ بالتعرف على الذات ومواجهة العيوب. على الإنسان أن يعمل على بناء ثقته بنفسه، من خلال تحقيق أهدافه وتقدير إنجازاته. كما يجب أن يزرع في نفسه التعاطف، بأن يضع نفسه في مكان الآخرين ويستشعر احتياجاتهم. ومن المهم أيضًا أن يتعلم فنّ التواصل الإيجابي، القائم على الاحترام والإصغاء والحوار البنّاء.

 

إن التغلب على الأنانية والغيرة ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب وعيًا، وجهدًا صادقًا، ورغبة حقيقية في التغيير. فعندما نرتقي بأنفسنا ونبني علاقات تقوم على الثقة والمحبة، نزداد سعادة ورضًا، ونعيش في بيئة أكثر نقاء وإنسانية.

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *