كتبت بوسي عواد
في تطور أمني بالغ الخطورة، أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم الأحد، عن إلقاء القبض على اثنين من عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، في منطقة جنوب شرق العاصمة طهران، وذلك خلال عملية نوعية وصفت بأنها واحدة من أكبر الضربات الاستخباراتية داخل البلاد خلال الأشهر الأخيرة.
ووفقًا لما بثه التلفزيون الرسمي الإيراني، فقد ضبط بحوزة الموقوفين أكثر من 200 كيلوجرام من المتفجرات شديدة الانفجار، إضافة إلى ترسانة متكاملة ضمت 23 طائرة مسيرة، وقاذفات، وأجهزة توجيه متطورة، وأنظمة تحكم عن بُعد، يُعتقد أنها كانت مخصصة لتنفيذ عمليات تخريبية ضد منشآت حيوية وأمنية في البلاد.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتواصل فيه التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل، حيث أعلنت القوات المسلحة الإيرانية في بيان مصور بثه التلفزيون الرسمي، أنها أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه أهداف داخل الأراضي المحتلة، مؤكدة امتلاكها قاعدة بيانات دقيقة عن المواقع الحيوية في إسرائيل.
ودعا المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية سكان المناطق المحتلة إلى الابتعاد عن البُنى التحتية والمرافق الحيوية، قائلًا:
“لدينا قاعدة بيانات بالمناطق الحيوية والمهمة في الأراضي المحتلة. نناشد السكان ألا يسمحوا للنظام الوحشي باستخدامهم دروعًا بشرية. لا تقيموا أو تسافروا بالقرب من هذه المناطق حفاظًا على سلامتكم”.
وتزامنًا مع هذه التصريحات، أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات عنيفة في مدينة شهريار غرب طهران، في ظل استمرار حالة الاستنفار الأمني، فيما كشفت تقارير عن ارتفاع عدد الضحايا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية إلى 224 قتيلًا، معظمهم من المدنيين.
يرى مراقبون أن هذه العملية تمثل تحولًا خطيرًا في أدوات وأساليب المواجهة بين طهران وتل أبيب، خاصة مع تنامي الاعتماد على الطائرات المسيرة والعمليات الاستخباراتية داخل العمق الإيراني، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى اختراق الموساد للداخل الإيراني، وقدرة طهران على ردع مثل هذه التهديدات مستقبلًا.
وفي الوقت ذاته، يُتوقع أن تزداد حدة التوترات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، خصوصًا مع غياب أي مؤشرات على التهدئة في الأفق القريب.