كتبت خيريه غريب
لم أعد أحمّل نفسي وزر الطيبة، ولا أُعاتب قلبي على حسن الظن، فأنا لم أخطئ حين منحت مشاعري بصدق، ولم أُذنب حين عاملت الآخرين كما أحب أن أُعامَل.
إنَّ الخطأ الحقيقي ليس في قلبي الذي أحب، ولا في روحي التي احتوت، بل في أولئك الذين لم يشعروا بصدق نيّتي، ولم يفهموا نقاء معاملتي، فمرّوا بي وكأنني لم أكن شيئًا يستحق التقدير.
لطالما اعتقدتُ أن الإنسان حين يُقابَل بالطيبة، سيردّ بمثلها، أو بأجمل منها، أن من يشعر بحبٍّ صادق سيحفظه، ومن يُمنح مكانةً عالية، سيبذل جهدًا في البقاء فيها.
لكن الحقيقة؟ أن البعض لا يرى، ولو كان النور أمامه، ولا يشعر، ولو كان الحب محيطًا به من كل جانب.
لذلك… أنا لا ألوم نفسي لأنني طيّبة، ولا لأنني أحببت واهتممت وبادرت، بل ألوم من لم يُحسن قراءة قلبي، ومن لم يفهم أنني كنت أستحق على الأقل… أن يُعامَلني كما عاملتُه.