كتب مصطفى قطب
في تحرك دبلوماسي جديد يعكس ديناميكية السياسة الخارجية المصرية، توجه الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، صباح اليوم الجمعة الموافق 20 يونيو، إلى مدينة إسطنبول التركية، للمشاركة في الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتي تنعقد على مدار يومي 21 و22 يونيو الجاري تحت شعار “منظمة التعاون الإسلامي في عالم متغير”.
ومن المنتظر أن يجري الوزير عبد العاطي سلسلة لقاءات ثنائية مكثفة على هامش الاجتماع الوزاري، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدول المشاركة، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، خصوصًا في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، تلقى الدكتور بدر عبد العاطي اليوم اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية المملكة المتحدة ديفيد لامي، ضمن إطار التحركات الدولية المكثفة لبحث التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، لاسيما التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران.
واستعرض الوزير المصري خلال الاتصال رؤية مصر الثابتة تجاه الأزمة، مؤكدًا على ضرورة وقف التصعيد العسكري ووقف إطلاق النار بشكل فوري، مع التشديد على أهمية استئناف المسار الدبلوماسي للتوصل إلى تسوية شاملة، وخاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، لما له من تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار المنطقة.
وشدد عبد العاطي على أن مصر تضع الحلول السلمية والدبلوماسية في مقدمة أولوياتها، داعيًا إلى تكثيف جهود الدول الأوروبية وتنسيق التحركات الدولية بهدف تطويق الأزمة وتفادي تحولها إلى صراع إقليمي مفتوح.
وقد اتفق الوزيران، المصري والبريطاني، في ختام الاتصال على مواصلة التشاور والتنسيق الثنائي الوثيق، والعمل المشترك في المحافل الدولية لتهدئة الأوضاع واستغلال المسارات الدبلوماسية المتاحة كسبيل لتجنب المزيد من التصعيد وإعادة الاستقرار للمنطقة.
وتعكس هذه التحركات النشطة للدكتور بدر عبد العاطي استراتيجية مصرية محكمة تستند إلى التوازن والدبلوماسية الوقائية، حيث تسعى القاهرة دومًا إلى القيام بدور محوري في إدارة الأزمات الإقليمية، وتأكيد حضورها الفاعل داخل المنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الأطراف الإقليمية والدولية كافة.