كتبت خيريه غريب.
اسمه شعيب بن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام. ولد في مدين وتربى على القيم والأخلاق الحميدة.
أرسل الله شعيبًا عليه السلام إلى قوم مدين ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وينهاهم عن الظلم والفساد. قال تعالى في القرآن الكريم على لسان شعيب: “وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ”.
دعا شعيب عليه السلام قومه إلى الإيمان بالله والعمل الصالح، وحذرهم من عواقب الظلم والفساد. وأمرهم أن يوفوا الكيل والميزان، وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم، وأن لا يفسدوا في الأرض بعد إصلاحها.
رفض قوم مدين دعوة شعيب عليه السلام، واستمروا في ظلمهم وفسادهم. وسخروا منه ومن دعوته، وقالوا له: “قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ”.
وبسبب عناد قوم مدين ورفضهم لدعوة شعيب عليه السلام، أرسل الله عليهم عذابًا شديدًا. قال تعالى: “وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ”.
بعد أن نجى الله شعيبًا عليه السلام والمؤمنين معه من العذاب، ذهب شعيب إلى مكان آخر ليدعو الناس إلى الله. وتوفي عليه السلام ودفن في منطقة “حطين” في فلسطين، وقبره هناك مشهور يزار.