كتب مصطفى قطب
في خضم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، أكد المتحدث باسم الرئاسة الإيرانية، ماجد فرحاني، أن طهران لن تتراجع عن برنامجها النووي، مشددًا على أن “إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، لكنها قد تقدم بعض التنازلات”.
وفي تصريحات حصرية لشبكة “سي إن إن”، لفت فرحاني إلى أن مفتاح الحل بيد واشنطن، قائلًا: “الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الصراع مع إيران بمكالمة واحدة لإسرائيل”. وأضاف أن العودة إلى طاولة المفاوضات ليست مستحيلة، “لكنها مشروطة بوقف الهجمات الإسرائيلية التي تعرقل أي مسار دبلوماسي”.
وفي موقف يعكس تصلبًا إيرانيًا رغم ضراوة المعركة، كرر فرحاني رفض بلاده التفاوض في ظل استمرار العمليات العسكرية، معتبرًا أن أي حوار في الوقت الراهن هو بمثابة شرعنة لما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي”.
وفي السياق ذاته، شن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، هجومًا عنيفًا على إسرائيل في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، واصفًا استهداف منشآت بلاده النووية بأنه “خيانة للدبلوماسية وجريمة حرب خطيرة”. وأعقبت تصريحاته محادثات دبلوماسية مكثفة مع نظرائه الأوروبيين في جنيف، تمحورت حول مستقبل البرنامجين النووي والصاروخي لطهران.
منذ فجر الجمعة 13 يونيو، يشهد الشرق الأوسط واحدة من أخطر موجات التصعيد العسكري في تاريخه الحديث، بعد أن شنت إسرائيل ضربة استباقية واسعة النطاق ضد العاصمة الإيرانية طهران، تحت اسم “عملية قوة الأسد”.
وشاركت في العملية عشرات المقاتلات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية استراتيجية، ما دفع إيران إلى الرد بشكل عنيف، بينما أعلنت تل أبيب حالة الطوارئ العامة وسط مخاوف متصاعدة من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.
ورغم جهود دبلوماسية دولية لاحتواء الأزمة، تستمر المواجهات لليوم الثامن على التوالي، بينما تتصاعد التحذيرات الأممية من خروج الصراع عن السيطرة، في وقت تُبقي فيه طهران موقفها النووي دون تغيير، وتلوّح بورقة التفاوض المشروط، بانتظار ما إذا كانت واشنطن ستستخدم الهاتف الذي قد يُطفئ فتيل الحرب.