الأحد , يوليو 6 2025

ترامب يترأس اجتماعًا طارئًا للأمن القومي بشأن إيران

كتب مصطفى قطب

في تطور جديد يعكس خطورة المشهد الإقليمي، ترأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، خُصص بالكامل لمناقشة التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، وفق ما أفاد به مسؤول أمريكي رفيع.

 

الاجتماع حضره كبار مساعدي ترامب، وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي، ووزير الدفاع، ورؤساء أجهزة الاستخبارات، لمراجعة خيارات الرد الأمريكي على التطورات الميدانية، والوقوف على أبعاد التصعيد النووي الإيراني المحتمل.

 

وكشف المسؤول الأمريكي أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف يُجري اتصالات منتظمة مع الجانب الإيراني، “سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مع قيام قطر بدور الوسيط الفعّال”.

وتُعد هذه التحركات جزءًا من جهود أمريكية لاحتواء الأزمة ومنع انزلاقها إلى مواجهة شاملة قد تشمل دولًا إقليمية ودولية.

 

من جانبه، واصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جهوده الدبلوماسية من العاصمة السويسرية جنيف، حيث عقد اجتماعات مكثفة مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في محاولة لحشد موقف أوروبي أكثر حزمًا تجاه الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

 

وفي تصريحات له من جنيف، شدد عراقجي على أن “إيران ستواصل الدفاع عن نفسها بكل السبل المشروعة”.

وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني “سلمي بالكامل ويخضع لرقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. كما أبدى استياء بلاده من “الصمت الدولي حيال الاعتداءات الإسرائيلية الشنيعة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ”العدوان”.

 

وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الضربات الجوية المتبادلة، حذّر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، من أن استمرار الغارات الإسرائيلية على منشآت إيرانية قد يؤدي إلى “كارثة نووية”.

 

من جانبه، أعرب رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن أمله في “ألا تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام قنابل اختراق التحصينات ضد موقع فوردو النووي”.

 

تأتي هذه التطورات بينما يشهد الشرق الأوسط أحد أكثر فصوله توترًا منذ عقود، مع تواصل تبادل الهجمات بين طهران وتل أبيب، وغياب أي مؤشرات جدية لوقف التصعيد.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي أي خطأ في الحسابات أو ضربة غير محسوبة إلى إشعال فتيل حرب إقليمية كبرى، في وقت لم تعد فيه الدبلوماسية وحدها قادرة على احتواء الغضب المتصاعد على جانبي النزاع.

 

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يظل موقف واشنطن، وتحركات ترامب تحديدًا، عاملًا حاسمًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة، بين خيط رفيع يفصل بين تهدئة وشيكة أو انفجار وشيك.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *