كتب مصطفى قطب
من هو لوط عليه السلام؟
لوط عليه السلام هو ابن أخ النبي إبراهيم عليه السلام. آمن به وهاجر معه، ثم أرسله الله نبيًا إلى قرية سدوم، وهي من القرى التي انتشر فيها الفساد والمعاصي.
بعثه الله لهداية قومه الذين كانوا يرتكبون فاحشةً عظيمةً، لم يسبقهم بها أحد من العالمين، وهي فاحشة اللواط. وكانوا يفعلون المنكر علنًا، ويؤذون من ينصحهم، بل ويتفاخرون بأعمالهم السيئة.
قال تعالى:
“أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ”(الشعراء:165)
كان لوط عليه السلام ينهاهم عن الفاحشة، ويدعوهم إلى الإيمان بالله والطهارة، ويأمرهم بالزواج من النساء، ولكنهم رفضوا الاستماع إليه، وسخروا منه، حتى قالوا له:
“ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين”(العنكبوت:29)
أرسل الله ملائكة على هيئة رجال جميلين إلى إبراهيم أولًا، ثم إلى لوط، ليبشّروه بالعذاب القادم لقومه. لما رآهم لوط عليه السلام، خاف عليهم من قومه، لأنهم كانوا يعتدون على الضيوف.
قال تعالى:
“وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ”(هود:78)
لكن الملائكة طمأنوه وقالوا:
“إنا رسل ربك، لن يصلوا إليك”
في الفجر، أمر الله الأرض أن تقلب عليهم، فجُعلت عاليها سافلها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل (طين متحجر)، فهلكوا جميعًا، ولم ينجُ إلا لوط عليه السلام وبناته المؤمنات.
قال تعالى:
“فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ”
(الحجر:74)
أما زوجة لوط، فكانت من الكافرين، فأصابها العذاب مع القوم.
1. أهمية الدعوة إلى الحق، ولو كان الناس يرفضونه.
2. خطورة الفواحش والمعاصي، وأنها تجلب سخط الله.
3. أن الرحمة لا تنفع بدون إيمان، فقد هلكت زوجة نبي رغم قرابتها له.
4. أن الله يُمهل ولا يُهمل، والعذاب قد يأتي بغتة.