الجمعة , يوليو 18 2025

أمريكا ترفض دعم ضربات إسرائيل الأخيرة على سوريا

كتب مصطفى قطب 

في تطور لافت في الملف السوري، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لم تدعم الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، والتي استهدفت مناطق في دمشق وجنوب البلاد، مؤكدة أن واشنطن عبرت بوضوح عن استيائها من التصعيد الأخير، وعملت بسرعة على تهدئة الأوضاع.

 

جاء ذلك في تصريحات رسمية للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، التي أكدت للصحفيين أن بلادها تتعامل دبلوماسيًا مع كل من إسرائيل وسوريا على أعلى المستويات من أجل معالجة الأزمة الحالية والسعي إلى التوصل لحل دائم بين الدولتين السياديتين.

 

“فيما يخص تدخل إسرائيل الأخير في سوريا، فإن الولايات المتحدة لم تدعم هذه العمليات، وقد أوضحنا استياءنا الشديد من هذا التصعيد، خاصة وأنه يزيد من تعقيد الأوضاع المتوترة في المنطقة.”

 

ورفضت المتحدثة الأمريكية الرد على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن قد تمنح ضوءًا أخضر لإسرائيل مستقبلاً لتنفيذ عمليات مشابهة، مكتفية بالقول:

“لن أتحدث عن محادثات مستقبلية أو ماضية، تركيزنا الآن منصبّ على معالجة هذه الحادثة تحديدًا.”

 

وكانت إسرائيل قد شنت غارات جوية مكثفة الأربعاء الماضي على العاصمة السورية دمشق وجنوب سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري، في ظل مزاعم تل أبيب بأن العملية جاءت لحماية الطائفة الدرزية في سوريا، والتي تُعد من الأقليات المؤثرة في النسيج السوري.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت تنفي فيه إسرائيل رسميًا تنفيذ أي ضربات جوية في الليلة الماضية، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية، وهو ما يزيد من غموض المشهد ويعقد المسارات الدبلوماسية.

 

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تحرك بسرعة لاحتواء الموقف ومنع تفاقم التصعيد، في محاولة لضمان عدم انزلاق الوضع في سوريا إلى مواجهة أوسع قد تخلط أوراق التوازنات الإقليمية.

 

وتتزامن هذه الأحداث مع تصاعد التوترات في جنوب سوريا، خاصة في محافظة السويداء التي تشهد حالة من الفوضى المسلحة والنزاعات الطائفية، ما ينذر بإمكانية استغلال إسرائيل لهذا الوضع لتبرير تدخلاتها العسكرية بذريعة حماية الأقليات الدرزية.

 

يرى مراقبون أن الرفض الأمريكي المعلن لدعم الغارات الإسرائيلية لا يعني بالضرورة وجود خلاف استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب، لكنه يشير إلى رغبة الإدارة الأمريكية في ضبط إيقاع المواجهات في سوريا، حتى لا تفتح جبهة جديدة تخل بترتيباتها الإقليمية خاصة مع قرب استحقاقات تفاوضية محتملة مع روسيا وإيران.

شاهد أيضاً

السويداء تحت الحصار: انقطاع الاتصالات والكهرباء ونزوح جماعي وصدامات دامية

كتب مصطفى قطب تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية والإنسانية منذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *