كتب مصطفى قطب
في تصعيد جديد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد 14 فلسطينيًا صباح اليوم الجمعة، إثر سلسلة ضربات جوية وقصف مدفعي عنيف استهدفت أنحاء متفرقة من القطاع المحاصر، في ظل أوضاع إنسانية كارثية وتنديد دولي متصاعد.
وأوضح محمد المغير، مدير الإمداد الطبي بالدفاع المدني في غزة، أن 10 شهداء سقطوا في ضربتين منفصلتين بمدينة خان يونس جنوب القطاع، استهدفت إحداهما منزلًا مأهولًا، فيما استهدفت الأخرى خيامًا تؤوي نازحين فروا من المناطق المدمرة جراء القصف المتواصل.
وفي شمال قطاع غزة، أكد المصدر ذاته أن 4 فلسطينيين آخرين استشهدوا جراء غارة جوية إسرائيلية على منطقة جباليا، في ظل تعتيم إعلامي وإجراءات تمنع الصحفيين من الوصول إلى مواقع الاستهداف للتحقق المستقل من الأعداد الحقيقية للضحايا.
حتى الآن، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي على هذه الهجمات، واكتفى بطلب الإحداثيات من وكالة الأنباء الفرنسية للتحقق من صحة التقارير الواردة، وسط شكوك متزايدة حول أهداف الغارات وحجم الخسائر بين المدنيين.
يأتي التصعيد الجديد بعد ساعات من اعتراف إسرائيل بأنها قصفت بالخطأ الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة بذخيرة وصفتها بـ”الطائشة”، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص داخل الكنيسة، في واقعة أثارت موجة إدانات دولية واسعة من منظمات دينية وحقوقية حول العالم.
تزامن القصف مع الحادث المأساوي الذي وقع الأربعاء الماضي، حين استشهد 20 شخصًا في تدافع مأساوي عند إحدى نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في مدينة خان يونس، وهو ما يعكس مدى الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة وسط حصار ودمار مستمرين.
وعلى الجانب السياسي، بدأت محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة منذ 6 يوليو الجاري، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، بعد ما يقرب من 21 شهرًا من الحرب الطاحنة التي خلفت آلاف الضحايا والمصابين، فضلًا عن دمار هائل في البنية التحتية للقطاع.
تستمر ردود الفعل الغاضبة على المستويين الفلسطيني والدولي، في ظل صمت المجتمع الدولي إزاء التصعيد الإسرائيلي المتكرر، مع مطالبات متزايدة بضرورة تدخل عاجل لوقف العدوان وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذ ما تبقى من المدنيين العالقين في جحيم الحرب والحصار.