كتبت بوسي عواد
في خطوة استراتيجية تعزز التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا، شهد المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وأنطون أليخانوف وزير الصناعة والتجارة الروسي، مراسم توقيع عقد الانتفاع للمنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما يمثل نقطة انطلاق فعلية لأحد أبرز مشروعات التعاون الصناعي بين البلدين.
ويأتي توقيع العقد كترجمة عملية لنتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا، حيث تم الاتفاق على تسريع وتفعيل إنشاء هذه المنطقة باعتبارها منصة رئيسية للصناعة الروسية في مصر وقارة إفريقيا، ونافذة جديدة لانطلاق استثمارات روسية نوعية في مجالات التكنولوجيا والتصنيع الثقيل والمتقدم.
وأكد الوزير حسن الخطيب خلال كلمته في الحفل أن الحكومة المصرية ملتزمة بتقديم كافة أوجه الدعم والتيسيرات للمستثمرين الروس، ودعا مجتمع الأعمال الروسي إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في السوق المصري، لما يوفره من فرص واعدة لنقل التكنولوجيا والتعاون الفني وتحقيق شراكات استراتيجية.
وأشار الوزير إلى أن مصر تطمح لتكون قاعدة انطلاق للاستثمارات الروسية في الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكداً أن المناخ الاستثماري في البلاد شهد إصلاحات مؤسسية وتشريعية عميقة سهّلت من إجراءات تأسيس الشركات وخفضت من التكاليف والوقت اللازم لبدء الأنشطة الاقتصادية.
المنطقة الصناعية الروسية ستضم مجمعات إنتاجية لشركات روسية في قطاعات متنوعة مثل الميكانيكا، الصناعات الثقيلة، التكنولوجيا الحديثة، والمواد الكيميائية، ما يعزز من التكامل الاقتصادي ويتيح فرصًا ضخمة للتصدير إلى إفريقيا والمنطقة العربية، انطلاقًا من مصر.
بتوقيع عقد الانتفاع، تتحول المنطقة الصناعية الروسية من حلم إلى واقع، يمثل تحالفًا اقتصاديًا استراتيجيًا بين القاهرة وموسكو، ويُعيد رسم خريطة التصنيع الإقليمي من بوابة قناة السويس.