بقلم : محمد جمال الدين
يعيش مسرح الثقافة الجماهيرية في مصر حالة من الفوضى والارتباك، مع انتهاء معظم المهرجانات الإقليمية والإعلان عن الفرق المتأهلة للمهرجان الختامي، وتزداد هذه الفوضى مع قرار تحديد موعد المهرجان الختامي قبل انتهاء المهرجان الإقليمي لجنوب الصعيد، وهو ما يعد سابقة غريبة لم تحدث من قبل في تاريخ مسرح الثقافة الجماهيرية، مما أثار استياء واسعًا بين فناني المسرح، الذين يصفون ما يحدث بـ “المهازل التي فاقت الخيال”.
وتتفاقم الأزمة بسبب حالة الاستياء العامة من النتائج المعلنة للمهرجانات الإقليمية، إذ يرى العديد من الفنانين أن النتائج لا تعكس المستوى الفني الحقيقي للفرق، وأن هناك شبهات حول تشكيل لجان التحكيم، يضاف إلى ذلك، تضارب مواعيد المهرجانات مع مناسبات أخرى، مما زاد من الإحباط أعاق المشاركة الفعالة، وهذا الوضع أدى إلى شعور عام بالسخط بين فناني المسرح، الذين يرون أن الجهود المبذولة لا تُقدر بشكل عادل.
يعتبر السبب الرئيسي لهذه المشاكل هو النهج الشللي الذي يدار به مسرح الثقافة الجماهيرية، من خلال تصدير المقربين وأصحاب الولاءات، حتى لو كانوا معدومي الموهبة والكفاءة والمؤهلات العلمية، وفي المقابل تُشن حملات لتهميش وتدمير الفنانين الحقيقيين، أصحاب الفكر والموهبة والمؤهلات العلمية، وهذا الوضع يهدد مستقبل المسرح الجماهيري، ويحرمه من المواهب الحقيقية التي يمكن أن تسهم في تطويره وازدهاره.
وعليه يطرح السؤال نفسه بقوة هنا وهو : إلى متى سيستمر هذا الوضع السيئ؟ إن مسرح الثقافة الجماهيرية يلعب دورًا هامًا وحيويًا في المجتمع، فهو ليس مجرد متنفس ثقافي، بل هو مرآة تعكس قضايا المجتمع وتسهم في بناء الوعي، لذا فإن الأمر يتطلب وقفة جادة من معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، إذ يجب إعادة النظر في القائمين على مسرح الثقافة الجماهيرية، وإعادة النظر في آليات إدارة المهرجانات، وتشكيل لجان تحكيم محايدة ومهنية، وتصحيح المسار لضمان أن تكون الموهبة والكفاءة هي المعيار الوحيد للتقييم، فإنقاذ مسرح الثقافة الجماهيرية مسؤولية جماعية، تبدأ من القيادة العليا في وزارة الثقافة لضمان مستقبل أفضل لهذا الصرح الفني الهام.