كتبت خيريه غريب
هي واحدة من القصص القرآنية التي تروي تفاصيل حياة نبي الله هود عليه السلام،
في أرض عاد، حيث كانت تعيش قبيلة عاد القوية والغنية، ولد هود عليه السلام. في بيئة قاسية، حيث كانت قبيلة عاد مشهورة بجبروتها وقوتها، وكانت تعبد الأصنام وتتعلق بها بشكل كبير.
أرسل الله تعالى هودًا عليه السلام إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الأصنام. قال تعالى في كتابه العزيز: “وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ” (سورة الأعراف، الآية 65).
بدأ هود عليه السلام دعوته إلى قومه، محذرًا إياهم من عذاب الله تعالى إذا لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله. قال تعالى: “وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (سورة الأعراف، الآية 69).
لكن قوم عاد لم يستجيبوا لدعوة هود عليه السلام، بل سخروا منه وقالوا: “مَنْ أَشَدُّ مِنْا قُوَّةً” (سورة فصلت، الآية 15). كانوا يعتقدون أنهم الأقوى والأقدر، وأن لا أحد يمكنه أن يمسهم بسوء.
استمرت دعوة هود عليه السلام، لكن قومه ازدادوا كفرًا وعنادًا. فأرسل الله تعالى عليهم عذابًا شديدًا، وهو الريح العاتية التي استمرت سبع ليال وثمانية أيام، دمرت كل شيء، وأهلكت قوم عاد. قال تعالى: “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ” (سورة الحاقة، الآية 6).
نجا هود عليه السلام ومن آمن معه من عذاب الله تعالى، بينما هلك قوم عاد ولم يبق منهم أحد. قال تعالى: “فَهَلْ تَرَىٰ لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ” (سورة الحاقة، الآية 8).
قوم عاد عبرةً لمن يعتبر، ودليلًا على قدرة الله تعالى في إهلاك الظالمين والكافرين. وبقيت قصة هود عليه السلام وقوم عاد في القرآن الكريم لتكون عبرةً وعظةً للبشرية جمعاء.