الإثنين , يوليو 7 2025

لحظة فقدان الشغف بمن لا يضيفون شيئًا

بوسي عواد

من مراحل النضج النفسي والارتقاء الهادئ نحو السلام الداخلي، تأتي تلك اللحظة الفارقة حين تفتح عينيك صباحًا وتدرك أن كثيرًا من الوجوه لم تعد تُشعلك بالشغف،

أن كثيرًا من الكلمات لم تعد تُحرك داخلك شيئًا وأن وجود بعض الأشخاص لم يَعُد يُضيف، بل أصبح لا يُفرّق في شيء.

حين تتوقف عن انتظار رسالة، أو لهفة، أو حتى اهتمام،فأنت لا تُعاني من فقدان الإحساس… بل وصلت إلى درجة من النضج العاطفي تجعل سلامك أولوية، وليس الناس.

حين تُلاحظ أن كلماتهم التي كانت تسرق ابتسامتك، باتت تمرّ كأنها لا تخصك،

وحين تجد نفسك تتحدث بأقل مما كنت تفعل… لاتندهش.

أنت لا تنطفئ، بل تتحرر.

فأنت لم تعُد مضطرًا لشرح نفسك،

ولا لتفسير مشاعرك،

ولا لإقناع أحد أنك تستحق مكانًا في حياته.

لم تعد تلهث خلف من لا يُقدّر، ولا تُرهق قلبك بمن لا يسمع، ولا تُراهن على من لا يرى.

 

إنه ذاك النوع من السلام الذي لا يُعلَن… لكنه يُشبه الراحة بعد ضجيج طويل.

 

حين تفقد شغفك بالكثيرين، فإنك لا تخسرهم… بل تُعيد ترتيبهم في داخلك، وتضعهم في المساحة المناسبة: “خارج حدود التأثير.”

قد يُحاول البعض أن يملأ الفراغ من جديد،

بكلمة، أو مجاملة، أو حتى حنينٍ مصطنع.

لكن الغريب أنك لا تفرح، ولا تتألم… فقط تُراقب، بصمت،

وكأنك تُدرك داخليًا أن “ما انتهى… لا حاجة للعودة إليه.”

 

السلام النفسي الحقيقي هو أن تُدرك أن بعض العلاقات لم تكن تستحق كل هذا الحضور منك

 

وأنك أعطيت من روحك أكثر مما يلزم

وأن الوقت قد حان لتُغلق الأبواب بلُطف… دون ضجيج، دون شجار، ودون وداع.

فقدان الشغف ببعض الأشخاص ليس خسارة… بل شفاء.

شفاء من التعلّق شفاء من الوهم،

شفاء من العلاقات المرهقة التي كانت تُضعفك كل يوم وأنت تظن أنك تحيا بها.

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *