المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في مشهد يعكس الطموح الثقافي والانفتاح الفني لمحافظة السويس، عقد اللواء طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، اجتماعًا موسعًا مع إدارة مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدًا، للوقوف على آخر الترتيبات التنظيمية الخاصة بالدورة الثانية للمهرجان، والمقررة إقامتها في الفترة من 2 إلى 6 نوفمبر 2025، بمدن السويس والعين السخنة والجلالة.
حضر اللقاء عدد من القيادات التنفيذية والثقافية بالمحافظة، على رأسهم اللواء أحمد الإسكندراني، السكرتير العام، والدكتور أسامة أبو نار، رئيس المهرجان، والسيد زياد باسمير، نائب رئيس المهرجان، حيث جرى خلال الاجتماع بحث الاستعدادات اللوجستية، وتوسيع دائرة المشاركة الشبابية، والفعاليات المصاحبة التي ستحول شوارع السويس إلى منصات عرض فني مفتوحة.
في كلمته، أعرب اللواء الشاذلي عن ترحيبه الكبير باستضافة المحافظة لهذه التظاهرة الثقافية السينمائية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام شباب السويس، وتُبرز موقع المدينة كمركز إشعاع وطني يمتزج فيه عبق التاريخ بروح الحداثة.
وقال المحافظ:
“نحن على موعد مع حدث سينمائي استثنائي يُرسّخ دور الفنون في بناء الوعي، ونعمل على تهيئة كافة الإمكانيات لإنجاح هذه الدورة، انطلاقًا من إيماننا بأن الثقافة والفن أحد محاور التنمية المستدامة”.
وشدد على أن المهرجان لن يكون مجرد عروض سينمائية، بل منصة تفاعلية للشباب عبر تنظيم ورش إبداعية داخل الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، مشيرًا إلى أن المشاركة ستكون مفتوحة لجميع المواهب المحلية.
من جانبه، أكد الدكتور أسامة أبو نار، رئيس المهرجان، أن الدورة الثانية تأتي محملة بطموحات مضاعفة، سعيًا لأن يتحول المهرجان إلى منصة عربية ودولية للمبدعين الشباب، من خلال استقطاب أعمال فنية مبتكرة من مختلف دول العالم العربي، وأيضًا من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
وأضاف:
“الفيلم القصير جدًا هو لغة العصر.. مدة لا تتجاوز الدقائق، لكنها كافية للتعبير عن قضية، أو لحظة، أو إحساس.. وهذا ما نطمح لنشره كأداة إبداعية جديدة تمنح فرصة عادلة لكافة الأصوات الصاعدة”.
وأوضح أن الدورة المقبلة ستتميز بتنوع كبير في البرمجة والمحتوى، إلى جانب استضافة أسماء سينمائية مرموقة للمشاركة في لجان التحكيم والندوات الفنية، فضلاً عن تقديم ماستر كلاس تخصصي لصنّاع الأفلام.
من جانبه، أوضح السيد زياد باسمير، نائب رئيس المهرجان، أن النسخة الثانية ستشهد دمجًا حيويًا بين الفن والمجتمع المدني، من خلال عروض ميدانية تُقام في ميادين السويس، وأنديتها، ومراكزها الثقافية، إضافة إلى ندوات وورش مفتوحة للجمهور.
وأكد أن الرهان الأكبر في هذه الدورة هو “إخراج الثقافة من القاعات المغلقة إلى الشارع”، وأن يتفاعل الناس مع السينما وجها لوجه، مشيرًا إلى أن العروض ستتناول قضايا إنسانية واجتماعية بصيغ بصرية مكثفة ومؤثرة.
وقال:
“نحن نؤمن أن كل مدينة تروي حكاياتها الخاصة.. والسينما القصيرة جدًا هي الوسيط الأمثل لسرد هذه الحكايات بلغة قريبة من القلب والعين معًا”.
يمثل المهرجان خطوة واعدة في مسار تحويل السويس إلى مدينة فنية حاضنة للمواهب، خاصة مع التوسع المرتقب في الورش التدريبية، وفتح المجال أمام طلبة الجامعات، وخريجي كليات الإعلام، والفنون الجميلة، والهواة، لصقل مهاراتهم والتفاعل مع كبار صنّاع السينما.
كما تتناغم هذه المبادرة مع رؤية الدولة المصرية لتعزيز السياحة الثقافية، وتنشيط الحياة الفنية خارج العاصمة، من خلال دعم مهرجانات محلية لها امتداد دولي، وقادرة على نقل صورة مصر المعاصرة بلغة الفن والفكر.
بهذا الزخم، تدخل السويس مرحلة جديدة من الحراك الثقافي، لتكتب سطورًا مضيئة في سجلها الفني، عبر مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدًا، الذي يَعِد بدورة استثنائية تحمل ألوان الإبداع، وتضع المدينة في قلب الخريطة السين
