كتبت بوسي عواد
في خطوة تُعد علامة فارقة في مسيرة التصنيع الطبي الوطني، نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لقاءً حصريًا مع فريق العمل المسؤول عن تطوير وتصنيع جهاز التنفس الصناعي المصري “EZVent”، والذي يمثل أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع بالكامل، تم تطويره وفقًا لأحدث المواصفات والمعايير الدولية.
وفي الفيديو الذي بثه المركز عبر منصاته الرسمية، كشف الفريق البحثي التابع لجامعة القاهرة، ممثلًا في كلية طب قصر العيني، عن تفاصيل حصول جهاز “EZVent” على الترخيص التجاري الرسمي، ليُصبح بذلك أول جهاز تنفس صناعي مخصص للرعاية الحرجة يتم تطويره وتصنيعه داخل مصر دون الاعتماد على مكونات أجنبية.
ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لجهود متكاملة بين أطراف بحثية وهندسية وطبية وطنية، حيث تم التعاون مع شركة مصرية متخصصة في تصنيع الأجهزة الطبية، ما أتاح إنتاج جهاز تنفس صناعي عالي الكفاءة، يتمتع بمعايير أداء وسلامة مطابقة للمواصفات العالمية المعتمدة.
وأكد فريق العمل أن “EZVent” ليس مجرد مشروع تقني، بل هو نموذج للسيادة الصناعية الطبية، وسلاح استراتيجي في أوقات الأزمات الصحية، مثل جائحة كورونا التي سلطت الضوء على أهمية الاكتفاء الذاتي في التجهيزات الطبية.
ويمثل هذا الجهاز نقلة نوعية على صعيد توطين التكنولوجيا الطبية المتقدمة، ويدخل ضمن رؤية الدولة المصرية لتعزيز قدراتها في الصناعات الحيوية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد في الملفات الاستراتيجية، لا سيما في قطاع الصحة.
ويتميز جهاز “EZVent” بعدة خصائص تقنية متقدمة، أبرزها قدرته على دعم الحالات الحرجة، واحتواؤه على نظم ذكية لمراقبة الوظائف الحيوية للمريض، بالإضافة إلى سهولة التشغيل والصيانة، وهو ما يجعله منافسًا قويًا لأحدث الأجهزة المستوردة عالميًا.
هذا الإنجاز العلمي والوطني يعكس قدرة العقول المصرية على اقتحام مجالات التكنولوجيا الفائقة، ويعيد التأكيد على أن مصر قادرة على تصنيع ما تحتاجه، حينما تتوحد الرؤية والإرادة والكفاءة.
ويُنتظر أن يسهم جهاز “EZVent” في تعزيز البنية التحتية الطبية في المستشفيات المصرية، وفتح آفاق جديدة للتصدير إلى الأسواق الإقليمية والدولية، لا سيما الدول التي تسعى لتأمين احتياجاتها الطبية من مصادر موثوقة وعالية الجودة.
في ظل ما يشهده العالم من تطورات متسارعة، تؤكد مصر مجددًا أنها لا تكتفي بالمشاهدة، بل تصنع الفرق، وجهاز “EZVent” هو خير شاهد على أن الابتكار الوطني هو ركيزة الأمن القومي الصحي.