كتبت ليلي مصطفى
في خطوة تؤكد تقدم محافظة أسوان على خريطة الرعاية الصحية الحديثة، أعلن الدكتور محمد عبد الهادي، مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية بأسوان، عن جاهزية 112 وحدة صحية لتقديم خدماتها للمواطنين ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، التي تعد نقلة نوعية في تاريخ الخدمة الصحية المقدمة للمصريين.
وأكد عبد الهادي، خلال مداخلة هاتفية على قناة “إكسترا نيوز”، أن الهيئة قدمت خلال فترة التشغيل التجريبي للمنظومة، التي انطلقت منذ عامين، أكثر من 2.8 مليون خدمة طبية وعلاجية لمنتفعي المنظومة داخل محافظة أسوان، وهو ما يعكس حجم الجهد المبذول لتطوير البنية التحتية الصحية وتلبية احتياجات المرضى.
أوضح مدير فرع الهيئة بأسوان أن ما تم تحقيقه لا يقتصر فقط على الأرقام، بل يمتد إلى نوعية الخدمات، حيث تم إجراء نحو 20 ألف عملية جراحية خلال الفترة الماضية، أغلبها عمليات كبرى ومعقدة، تمت تحت إشراف أطقم طبية متخصصة وفي مستشفيات مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات العالمية.
وأشار عبد الهادي إلى أن منظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان ترتكز على شبكة متكاملة من 8 مستشفيات و8 مراكز صحية و89 وحدة رعاية أولية، تم تشغيلها على أعلى مستوى تقني وفني. كما تم الكشف الطبي على أكثر من 100 ألف مواطن بالعيادات الخارجية، إضافة إلى تقديم 400 ألف خدمة طوارئ على مدار فترة التشغيل التجريبي.
وأضاف أن هذه المراكز والوحدات تغطي مختلف أنحاء محافظة أسوان، بما فيها المناطق النائية، تنفيذًا لتوجيهات الدولة بضمان العدالة الصحية وتقديم الخدمة الطبية لكل مواطن أينما كان.
تعد محافظة أسوان إحدى الست محافظات الأولى التي تم اختيارها لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، بجانب بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، السويس، وجنوب سيناء، مما يعكس أهمية ومكانة المحافظة في خطط الدولة الصحية والتنموية.
ونوّه عبد الهادي إلى أن ما يميز منظومة التأمين الصحي الشامل عن المنظومات السابقة، هو هيكلها الثلاثي الذي يضم:
هيئة الرعاية الصحية: المعنية بتقديم الخدمة الطبية من خلال المستشفيات والمراكز والوحدات.
هيئة التأمين الصحي الشامل: تتولى تمويل الخدمات وضمان استدامتها.
هيئة الاعتماد والرقابة الصحية: تراقب جودة الأداء الطبي وضمان تطبيق المعايير الدولية.
هذا النظام المتكامل يضمن تقديم خدمات صحية آمنة وفعالة، مع الحفاظ على حقوق المرضى ومراقبة الأداء المؤسسي بشكل مستمر.
تأتي هذه الجهود في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتحقيق رؤية مصر 2030، والتي تضع الرعاية الصحية الشاملة على رأس أولوياتها، لضمان جودة الحياة للمواطن المصري.
ما تحقق في أسوان حتى الآن يُعد نموذجًا يُحتذى به في باقي المحافظات، ويعكس نجاح فلسفة الدولة في نقل الرعاية الصحية من مرحلة العلاج إلى الوقاية والتكامل والاستدامة، لتصبح الصحة في متناول كل بيت مصري.