كتبت بوسي عواد
في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا في مجالي النقل والصناعة، عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، اجتماعًا موسعًا مع مارتن فوجور، نائب رئيس شركة “ألستوم” الفرنسية لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط وغرب ووسط آسيا، لبحث آخر مستجدات مشروعات النقل الذكية والتصنيع المحلي في مصر.
استعرض اللقاء التطورات التنفيذية لخارطة طريق الخط السادس لمترو الأنفاق، أحد المشروعات القومية العملاقة التي تأتي ضمن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في وسائل النقل الجماعي المستدام. يُعد الخط السادس بمثابة شريان جديد يهدف إلى تخفيف الضغط عن باقي خطوط المترو وتحقيق نقلة نوعية في الخدمة المقدمة للمواطنين، من خلال توفير وسيلة نقل كهربائية حديثة، سريعة وصديقة للبيئة.
وأكد الوزير أن المشروع جزء من رؤية مصر 2030 لتطوير البنية التحتية الذكية، مشيدًا بالدور المحوري لشركة ألستوم الفرنسية في تحديث نظم الإشارات وتنفيذ مشروعات مترو الأنفاق والسكك الحديدية.
في سياق موازٍ، تناول الاجتماع الموقف التنفيذي لمشروع إنشاء مجمع “ألستوم” الصناعي العملاق بمدينة برج العرب بالإسكندرية، الذي يُقام على مساحة 40 فدانًا، ويضم مصنعين رئيسيين:
الأول: متخصص في إنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية مثل أنظمة الإشارات ولوحات التحكم والضفائر الكهربائية.
الثاني: مخصص لتصنيع الوحدات المتحركة بجميع أنواعها، من المترو والترام إلى قطارات المونوريل وLRT والقطارات السريعة.
ووصف الوزير المشروع بأنه نقلة استراتيجية نحو توطين صناعة وسائل النقل المتطورة في مصر، بما يعزز من القدرة الإنتاجية للدولة ويضعها على خريطة التصدير الإقليمي والدولي، إضافة إلى خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة وتعزيز التنمية الصناعية المستدامة.
كما ناقش الجانبان تقدم العمل في مشروعي مونوريل شرق وغرب النيل، مؤكدين أهمية تكثيف التنسيق للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن منظومة إدارة وتشغيل وصيانة المشروع. يُمثل المونوريل نقلة حضارية كبيرة في وسائل النقل الجماعي، بفضل اعتماده الكامل على الطاقة الكهربائية، مما يقلل الانبعاثات الكربونية ويحسن جودة الهواء داخل المدن.
يُذكر أن التشغيل التجريبي لمونوريل شرق النيل يجري حاليًا بدون ركاب، في حين يتواصل تنفيذ مونوريل غرب النيل بخطى ثابتة.
وفي ختام اللقاء، جرت مراجعة الجدول الزمني لمشروع توريد 55 قطارًا مكيفًا للخط الأول لمترو الأنفاق (حلوان – المرج الجديدة)، والذي يشمل أيضًا صيانة القطارات لمدة 8 سنوات. وقد وصل أول قطار بالفعل إلى الأراضي المصرية، ومن المقرر أن تتوالى باقي الدفعات وفق الجدول الزمني المخطط، بهدف تحسين مستوى الخدمة لملايين الركاب يوميًا.
أشاد مارتن فوجور بالعلاقات الثنائية المتنامية، مؤكدًا التزام شركة ألستوم بتقديم أحدث الحلول التكنولوجية لدعم خطة مصر في التحول نحو النقل الذكي والصناعة المستدامة. بينما شدد الوزير كامل الوزير على ضرورة تكثيف اللقاءات الفنية بين الجانبين لتسريع وتيرة التنفيذ وتحقيق أقصى استفادة من الشراكة في أسرع وقت.
بهذه الخطوات، تؤكد الدولة المصرية أنها تسير بثقة نحو مستقبل مزدهر في مجال النقل والصناعة، مرتكزة على رؤية واضحة، وإرادة سياسية قوية، وشراكات دولية فعالة.