كتبت ليلي مصطفى
في ظل ما تشهده مصر من تغيرات ملحوظة في الأحوال الجوية، بين موجات حارة وأخرى عاصفة، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن ما تمر به البلاد لا يُعد ظاهرة مناخية بالمعنى العلمي، بل هو ضمن إطار “التقلبات المناخية” الطبيعية، والتي لا تزال تخضع لتأثيرات المناخ العالمي.
وأوضح شراقي، في تصريحات خاصة لـ”بوابة أخبار اليوم”، أن الطقس في مصر ما زال يحافظ على سماته العامة المعروفة تاريخيًا: “حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاءً”، مشيرًا إلى أن التغيرات الحادة التي تُسجل في بعض الفصول لا تُصنّف علميًا كـ”ظاهرة مناخية”، لأن ذلك يستوجب استمرارها وانتظامها لفترة لا تقل عن 30 عامًا متواصلة.
وفي تعليقه على العاصفة الأخيرة التي ضربت محافظة الإسكندرية، وصفها شراقي بأنها حالة استثنائية مناخية تحدث ضمن دورات طقسية متقطعة، مؤكدًا أن تكرار هذه الحالات بنفس الحدة على مدار ثلاثة عقود هو ما يمنحها صفة “الظاهرة المناخية”.
وقال شراقي: “إذا تكررت هذه الأنماط المناخية القاسية بنفس التكرار والشدة خلال الثلاثين عامًا المقبلة، يمكن حينها اعتبارها ظاهرة مناخية. أما الآن، فهي مجرد أحداث طقسية عابرة ناتجة عن تقلبات المناخ العالمي”.
لفت الخبير الجيولوجي إلى أن التقلبات المناخية قد تحدث في أي وقت من العام، وقد تؤدي إلى حالات طقس متطرفة مثل ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء أو انخفاضها الشديد في الصيف، مشيرًا إلى أن الحرارة في مصر قد تصل إلى 45 درجة مئوية صيفًا، وقد تقترب من الصفر في بعض مناطقها شتاءً، وهي تغيرات تستمر عادة لأيام محدودة ثم تعود الأحوال إلى طبيعتها.
وتطرق الدكتور شراقي إلى دور الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض كعوامل رئيسية وراء هذه التقلبات المفاجئة، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية دائمة، ورفع جاهزية الأجهزة المعنية للتعامل مع أي طارئ مناخي.
وشدد على أهمية نشر الوعي المجتمعي حول كيفية التصرف في حالات الطقس المتطرف، لا سيما في المحافظات الساحلية والمناطق الصحراوية، مشيرًا إلى أن التغيرات الجوية أصبحت واقعًا عالميًا لا يمكن تجاهله أو اعتباره عابرًا.
واختتم شراقي تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع المناخي في مصر لا يزال طبيعيًا ضمن الحدود التاريخية المعروفة، وأن ما يحدث من اضطرابات ليس نهاية لثبات الطقس المصري، بل إشارة إلى الدخول في مرحلة من التغيرات العالمية التي تستوجب التأهب دون تهويل.
وفي ظل المتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، يبقى الوعي البيئي والتخطيط العلمي للمستقبل المناخي من أهم أدوات المواجهة، خصوصًا لدولة كبرى مثل مصر تقع في قلب خطوط التأثر بالتغير المناخي العالمي.