الخميس , يوليو 17 2025

نساء في الاسلام… رُبيع بنت معوذ رضي الله عنها

كتب مصطفى قطب 

في طيات السيرة النبوية، تتلألأ أسماء نساء كان لهن الأثر العميق في المجتمع الإسلامي الأول، ومن بينهن رُبيّع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية، إحدى نساء المدينة اللواتي حضرن البيعة، وحفظن القرآن، وروين الحديث، وأسسن لمنهج التربية الإسلامية في مجتمع الأنصار.

 

نسبها وشرفها في الإسلام

 

رُبيّع هي ابنة معوذ بن عفراء، وهو من كبار الأنصار الذين شاركوا في غزوة بدر واستشهد فيها، ويكفيها شرفًا أنها من بيتٍ حمل لواء التضحية منذ اللحظة الأولى لنصرة النبي ﷺ.

 

دورها العلمي والتربوي

 

كانت رُبيّع من أوائل النساء اللائي تعلمن القرآن وأحكام الإسلام على يد النبي ﷺ، واشتهرت بكونها معلمة للنساء، فكانت تجلس في حلقات العلم تُعلّم الفتيات والنساء أحكام الصلاة والطهارة وأمور الدين، حتى صارت مرجعًا لنساء الأنصار في الفقه.

 

شهادتها النادرة عن العهد النبوي

 

روت رُبيّع عددًا من الأحاديث النبوية، أشهرها حديثها عن رؤية النبي ﷺ في صلاة الكسوف، حيث قالت:

 

> “ما رأيت كاليوم في الخير والشر، رأيت النبي ﷺ مدّ يده ليأخذ شيئًا ثم رجع…”.

وكانت ضمن القلة التي نقلت تفاصيل صلاة الكسوف، فحفظت للأمة وصف هذه الشعيرة.

 

مواقفها في المجتمع

 

كانت رُبيّع بنت معوذ صاحبة رأي ومشورة بين نساء المدينة، تشجع على الفضيلة، وتحث النساء على التعلم، كما كان لها دور في تشجيع بنات الأنصار على حفظ القرآن والسنة، وإتقان أمور دينهن.

 

أثرها الممتد

 

لم تكن رُبيّع مجرد راوية للحديث، بل كانت قدوة حقيقية في الورع والعلم والحكمة، وتركت سيرة عطرة جعلت التابعين ينهلون من علمها، وكانوا يُجلونها لمكانتها بين الصحابيات.

 

لماذا نعيد سيرتها الآن؟

 

لأنها تُمثل أنموذجًا للمرأة المسلمة التي جمعت بين العلم، والعمل، والتربية، في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى نساء يُجدن دور التثقيف الديني الصحيح. كما أن سيرتها تذكرنا أن العلم في الإسلام لا يعرف جنسًا، وإنما يعلو به كل من يطلبه بصدق.

 

رُبيّع بنت معوذ.. امرأة لم تكن مشهورة كسيدة خديجة أو السيدة عائشة، لكنها صنعت نهضة نسائية علمية في المدينة، تستحق أن تُخلد سيرتها بين عظماء نساء الإسلام.

شاهد أيضاً

نساء في الاسلام.. الشهيدة الحية أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث

كتب مصطفى قطب في صفحات التاريخ الإسلامي، تبرز أسماء نساء عُرفن بالتقوى والشجاعة، ومنهن أم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *