كتب مصطفى قطب
حين يُذكر الصحابة في كتب التاريخ، تغيب أسماء عظيمة لم تأخذ حقها في الذكر، ومنهم القعقاع بن عمرو التميمي، أحد أبطال الإسلام المغمورين، الذي قال فيه أبو بكر الصديق:
“لا يُهزم جيش فيه القعقاع.”
من هو القعقاع بن عمرو؟
القعقاع بن عمرو من بني تميم، وكان شاعرًا وخطيبًا وفارسًا مغوارًا. كان له دور محوري في معارك المسلمين ضد الفرس والروم، رغم أن اسمه لا يُتداول بكثرة كغيره من الصحابة.
دوره في معركة القادسية
عندما حشد الفرس جيوشهم لقتال المسلمين في القادسية، أرسل أبو بكر جيشًا بقيادة سعد بن أبي وقاص، ثم قال:
“عززوا الجيش بالقعقاع، فإن صوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل.”
دخل القعقاع ساحة المعركة، فكان إذا صاح صياح الحرب دوّى صوته بين الصفوف فيرعب العدو ويثبت قلب الجند.
بطولاته في معارك الفتح
في معركة اليرموك، قاتل بجسارة ضد الروم، وكان من أسباب النصر الذي جعل المسلمين يفتحون الشام.
في القادسية والمدائن، كان أول من عبر دجلة لمطاردة الفرس.
حكمته وشجاعته
لم يكن القعقاع مجرد فارس، بل كان داهية في الخطابة والتحريض على الجهاد، حتى قيل عنه:
“كان إذا تكلم أنصت له العدو قبل الصديق.”
وفاته وإرثه
لم يُعرف تحديدًا تاريخ وفاة القعقاع، لكن يُروى أنه ظل مجاهدًا حتى آخر أيامه، ودفن في أرض العراق أو الشام.
لماذا ننسى القعقاع؟
رغم بطولاته، قلّما يذكره الناس مقارنة بغيره من الصحابة، ربما لأنه لم يتولّ ولاية أو خلافة، لكنه سيظل في كتب التاريخ صوتًا يزلزل جيوش العدو.