كتب مصطفى قطب
في كارثة مأساوية جديدة، شهدت مدينة الكوت شرق العراق ليلة دامية، بعد اندلاع حريق هائل في أحد المراكز التجارية الكبرى، أسفر عن مقتل وإصابة نحو 50 شخصًا، وفق ما أعلن محمد جميل المياحي، محافظ منطقة واسط، اليوم الخميس 17 يوليو، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية “واع”.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي النيران وهي تلتهم مبنى ضخم مكون من خمسة طوابق، وسط محاولات مستميتة من فرق الإطفاء التي واصلت جهودها حتى ساعات الفجر الأولى للسيطرة على الحريق ومنع امتداده للمباني المجاورة.
ورغم تداول تلك المقاطع بشكل واسع، إلا أن وكالة “رويترز” لم تتمكن من التحقق من صحتها حتى الآن بشكل مستقل. وفي الوقت ذاته، لا يزال الغموض يلف أسباب اندلاع الحريق الذي وصف بأنه من الأعنف في تاريخ المدينة، حيث أكد محافظ واسط أن “الجهات المعنية تواصل التحقيق في ملابسات الحريق، وسيتم إعلان النتائج الأولية أمام الرأي العام خلال 48 ساعة بكل شفافية”.
وكشف المياحي عن مباشرة السلطات المحلية في إقامة دعاوى قضائية ضد مالك البناية والمركز التجاري، في خطوة تعكس توجه الحكومة المحلية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة، خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن وجود تقصير في معايير السلامة داخل المبنى المحترق.
وأعلن محافظ واسط الحداد الرسمي في المدينة لمدة ثلاثة أيام، حزنًا على ضحايا الحريق، مؤكدًا أن الحكومة المحلية ستعمل على تقديم الدعم الكامل لأسر الضحايا والمصابين، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في المستشفيات المحلية والمراكز المتخصصة.
وتسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على أزمة ضعف اشتراطات السلامة في كثير من المنشآت التجارية العراقية، وضرورة التحرك الجاد لضمان توفير بيئة آمنة للمواطنين والمتسوقين، وسط دعوات متصاعدة بفتح ملف معايير الحماية المدنية في كافة المحافظات العراقية.