كتبت بوسي عواد
شهدت صناعة التمور في مصر نهضة غير مسبوقة خلال العقد الأخير، مكنتها من أن تتحول من مجرد منتج محلي إلى قوة تصديرية عالمية في هذا القطاع الزراعي الحيوي. اليوم، تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج التمور، بإجمالي سنوي يبلغ نحو 1.87 مليون طن، بما يعادل 19.33% من الإنتاج العالمي.
هذا الإنجاز اللافت لم يقتصر على الكم فقط، بل امتد إلى تحسين جودة الإنتاج وتطوير سلاسل القيمة، مما ساهم في زيادة الطلب على التمور المصرية في الأسواق الخارجية.
وفقًا للبيانات الرسمية، سجلت صادرات التمور المصرية قفزة نوعية في عام 2024، حيث بلغت 105.62 مليون دولار، بنسبة زيادة 120.55% مقارنةً بعام 2014. وتأتي هذه الأرقام تتويجًا لجهود التطوير في التعبئة والتغليف والتسويق، إضافة إلى فتح أسواق جديدة في آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
تعززت مكانة مصر في تجارة التمور بفضل الموقع الجغرافي وتنوع أصناف النخيل وجودة المناخ، إلى جانب استثمارات الدولة في مشروعات تطوير سلاسل الإمداد والتصنيع الغذائي. ويشير تحليل السوق إلى أن الدول العربية تسيطر على نحو 58.40% من تجارة التمور العالمية، ما يجعل مصر لاعبًا محوريًا في هذا التحالف الاقتصادي الزراعي.
يُتوقع أن تواصل صادرات التمور المصرية نموها خلال السنوات المقبلة، بدعم من الاستراتيجية القومية لتنمية الصادرات الزراعية، والتوسع في الزراعة الذكية، والتصنيع الزراعي، ومواكبة المعايير الدولية في سلامة الغذاء.
فإن قصة نجاح التمور المصرية تُعد نموذجًا ملهمًا لقطاعات زراعية أخرى، وتجسد كيف يمكن للموارد المحلية أن تصبح رافعة اقتصادية وواجهة عالمية لصادرات الدولة.