كتب مصطفى قطب
في كلمة وُصفت بأنها الأقوى منذ سنوات على منبر الأمم المتحدة، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الإثنين 28 يوليو، التزام بلاده الثابت بتحقيق حل سياسي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، واعتبر أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للخروج من دائرة العنف في الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار الدائم.
جاءت تصريحات بارو خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “حل الدولتين وتسوية القضية الفلسطينية”، والذي يُعقد بمقر الأمم المتحدة تحت رعاية مشتركة من فرنسا والسعودية، في محاولة دولية جادة لإحياء المفاوضات المتوقفة منذ سنوات، ورسم مسار عملي لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
> “أطلقنا زخماً لا يمكن إيقافه نحو الوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط. إنه وقت القرارات الشجاعة، وليس مجرد التصريحات. لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يُستهدف الأطفال والنساء خلال سعيهم للحصول على المساعدات.”
وشدد الوزير الفرنسي على أن المرحلة القادمة يجب أن تشهد انتقالًا فعليًا من نهاية الحرب على غزة إلى بداية حل دائم وشامل للصراع، بما يضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين والأمن الكامل للإسرائيليين.
يناقش المؤتمر، الذي يُعد من أبرز التحركات الدبلوماسية هذا العام، خارطة طريق واضحة ترتكز على ثلاث محاور رئيسية:
1. إصلاح السلطة الفلسطينية لضمان فعالية الحكم والتمثيل.
2. نزع سلاح حركة حماس واستبعادها من المشهد السياسي الفلسطيني، لإيجاد كيان موحد يمكن التفاوض باسمه.
3. توسيع دائرة التطبيع العربي مع إسرائيل، كخطوة موازية لإقناع تل أبيب بقبول حل الدولتين.
ويهدف المؤتمر إلى تحويل المبادئ النظرية إلى خطوات تنفيذية، بمشاركة عدد من وزراء الخارجية العرب والأوروبيين، إضافة إلى ممثلين عن الولايات المتحدة، مما يضفي على التحرك بُعدًا دوليًا واسع التأثير.
من جانبه، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن المؤتمر يوفر “فرصة فريدة لتحويل القانون الدولي والإجماع العالمي إلى خطة واقعية”، مضيفًا:
نحن بحاجة إلى شجاعة سياسية حقيقية لإنهاء الاحتلال، لا شعارات جديدة.
وطالب منصور الدول الأعضاء بالضغط الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
حظي المؤتمر بتفاعل واسع في الأوساط السياسية والحقوقية، حيث اعتبره مراقبون نقطة تحوّل في تعاطي المجتمع الدولي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة مع الدعم المتزايد لفكرة إقامة دولة فلسطينية من داخل الاتحاد الأوروبي، وظهور إشارات عن تقارب دولي جديد بقيادة باريس والرياض.
وفي ظل التوترات المتصاعدة في قطاع غزة والضفة الغربية، تبقى آمال الفلسطينيين معلقة على نتائج هذا المؤتمر، الذي يمثل – بحسب مراقبين – آخر فرصة حقيقية لإنقاذ حل الدولتين من الانهيار التام.
فهل تنجح فرنسا في إعادة الحياة للمفاوضات؟ وهل يقود “الزخم الذي لا يُوقَف” إلى دولة فلسطينية طال انتظارها؟
الأسابيع القادمة كفيلة بالكشف عن مدى جدية العالم في إنهاء هذا الصراع التاريخي… أو الاكتفاء بجولة جديدة من الوعود.