الأحد , أغسطس 10 2025

تحذير أممي عاجل: نصف مليون يتضورون جوعًا و320 ألف طفل في خطر

كتب مصطفى قطب

في نداء إنساني هو الأشد منذ بداية الصراع، حذّر كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الوقت ينفد لإنقاذ أرواح المدنيين في قطاع غزة، مع تفاقم الكارثة الإنسانية إلى مستويات تنذر بوقوع مجاعة جماعية وشيكة، ما لم يُسمح بتدفق عاجل ودون عوائق للمساعدات الغذائية والطبية.

 

وجاء في بيان مشترك للمنظمتين الأمميتين، اليوم الثلاثاء 29 يوليو، أن مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية في غزة وصلت إلى أسوأ مستوياتها منذ اندلاع الحرب، استنادًا إلى تحديثات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).

 

ووفقًا للتقرير:

 

39% من سكان القطاع – أي أكثر من 500 ألف شخص – يعيشون أيامًا كاملة دون طعام.

 

جميع الأطفال دون سن الخامسة، وعددهم يفوق 320 ألفًا، معرضون لخطر سوء التغذية الحاد، فيما يُعاني الآلاف منهم من أخطر أشكال نقص التغذية.

 

انهيار كامل في خدمات التغذية، ونقص شديد في الماء النظيف، بدائل حليب الأم، والمكملات العلاجية.

 

صرخات قادة المنظمات الأممية: لا ننتظر إعلان المجاعة الرسمي

 

قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي:

 

> “المعاناة التي لا تُطاق في غزة باتت واضحة للعالم كله، وانتظار إعلان رسمي بالمجاعة لتقديم مساعدات منقذة للحياة هو أمر غير مقبول. الناس يموتون بالفعل بسبب سوء التغذية. علينا أن نغرق غزة بالمساعدات الآن، فورًا، وبدون عوائق.”

 

> “يموت الأطفال والرضع الهزال كل يوم في غزة بسبب الجوع. نحتاج إلى وصول إنساني آمن وشامل لكل أنحاء القطاع. فبدون ذلك، سيستمر الآباء في مشاهدة أبنائهم يموتون أمام أعينهم جوعًا.”

 

رغم إعادة فتح بعض المعابر جزئيًا، إلا أن البيان الأممي أكد أن حجم المساعدات التي تدخل غزة لا يكفي لتغطية أدنى الاحتياجات الشهرية لأكثر من مليوني نسمة.

 

ويقدّر برنامج الأغذية العالمي أن الحد الأدنى لتلبية الاحتياجات الغذائية فقط يتطلب تدفق أكثر من 62,000 طن من المساعدات شهريًا، فضلًا عن استيراد الغذاء التجاري لتوفير تنوع غذائي يشمل الفواكه والخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان والبروتينات.

 

مع تفاقم النقص في الوقود، والمياه النظيفة، والأدوية، تتلاشى فرص إنقاذ الأرواح، وتتراجع قدرة المنظمات الإنسانية على تشغيل مراكز التغذية وتوزيع المساعدات، وهو ما يجعل المجاعة الجماعية أقرب من أي وقت مضى.

 

أكد البيان أن الوكالتين ترحّبان ببعض الالتزامات الدولية الجديدة الرامية إلى تحسين بيئة عمل المنظمات الإنسانية، مثل تنفيذ فترات هدنة إنسانية، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة:

 

وقف إطلاق نار فوري ومستدام.

 

ضمان الإفراج الآمن عن الرهائن.

 

تسهيل العمليات الإنسانية دون أي قيود.

 

بينما تُطلق الأمم المتحدة صيحة تحذير، تبقى الكرة في ملعب المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعلية، تحول دون أن تصبح غزة أول منطقة تسجل مجاعة رسمية في القرن الحادي والعشرين بفعل الحرب. فكل تأخير في إيصال الغذاء، يعني ضحايا أكثر، ومعاناة أشد، ومستقبلًا مفقودًا للأطفال.

شاهد أيضاً

دموع الأسرى تهز تل أبيب والمبعوث الأمريكي يهرع إلى ساحة الأسرى

كتب مصطفى قطب في مشهد يكشف تصدعات الداخل الإسرائيلي وارتباك القيادة السياسية أمام ضغط الرأي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *