الإثنين , مايو 26 2025

حين يصرخ الجسد بصوتٍ لا نسمعه

بقلم ا/مى غريب

هل تساءلتِ يومًا لماذا يُرهقكِ جسدك دون سبب عضوي واضح؟ لماذا يؤلمك رأسك، أو يتشنج ظهرك، أو تضطرب معدتك، رغم أن التحاليل والزيارات الطبية تطمئنكِ بأن “كل شيء طبيعي”؟

 

الواقع أن بعض الأوجاع لا تُقاس بحرارة أو ضغط دم… بل تُقاس بمدى ما نحمله بداخلنا من همّ نفسي لا نُفصح عنه.

 

ففي عالم النفس والجسد، هناك رابط خفي لكنه قوي. المشاعر العميقة – كالحزن، القلق، التوتر، وحتى الخوف – لا تختفي حين نتجاهلها، بل تسلك طريقًا آخر: طريق الجسد.

 

في لحظات الضغط الطويلة، يبدأ جهازنا العصبي في إطلاق إشارات استنفار:

 

العضلات تنقبض

 

نبض القلب يتسارع

 

الجهاز الهضمي يختل توازنه

 

والمخ يبالغ في تفسير الإشارات الجسدية

 

وهكذا، يتحول الوجع النفسي إلى وجع محسوس. لا لأنه كاذب، بل لأنه يبحث عن منفذ ليُفهم.

 

إن الصداع المزمن، والتشنجات العضلية، واضطرابات الهضم، ليست دائمًا أمراضًا… أحيانًا، هي ترجمة صامتة لمعاناة داخلية لم تجد طريقها للكلام.

 

الشفاء إذًا ليس دواءً فقط، بل مصالحة مع النفس.

حين نمنح مشاعرنا فرصة للتعبير، نمنح أجسادنا فرصة للراحة.

 

 

لا تخجلي من مشاعرك…

فالقوة لا تعني أن نخفي ألمنا، بل أن نواجهه ونعالجه من جذوره.

ابدئي رحلتكِ نحو الشفاء النفسي بنفس شجاعة الطبيب الذي يبحث عن سبب الألم الحقيقي.

كلما صالحتِ نفسكِ، هدأ جسدكِ، وانطفأت تلك الصراعات التي تتكلم بلغة الأوجاع.

 

 

تمرين عملي سريع لتفريغ الشحنة النفسية (تمرين الورقة المحترقة):

 

1. اجلسي في مكان هادئ، وخذي نفسًا عميقًا لعدة مرات.

 

2. أمسكي ورقة واكتبي عليها ما يقلقك أو يثقل صدرك — مشاعر، أشخاص، مواقف، حتى إن كانت أفكارًا مشتتة.

 

3. بعد الكتابة، خذي دقيقة وتأملي الورقة كأنك تفرغين ما بداخلك عليها.

 

4. ثم… قومي بتمزيقها أو حرقها (إن كان ذلك آمنًا) مع نية الإفراج عن هذه المشاعر.

 

5. تنفّسي بعمق، وكرري هذه الجملة داخليًا:

“أنا أستحق الراحة… أنا أستحق السلام.”

 

‏⁧

شاهد أيضاً

الصبر مفتاح السعادة فى رحلة الحياة

كتبت خيريه غريب الحياة تعلمنا دروسًا عميقة، وتجعلنا ندرك أن لا شيء يبقى على حاله. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *