كتبت منةالله
يواصل حجاج بيت الله الحرام من غير المتعجلين اليوم، الاثنين الموافق 13 ذو الحجة 1446 هـ، أداء نسك رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، في اليوم الثالث من أيام التشريق، وذلك إيذانًا باكتمال مناسكهم وتوجههم لاحقًا إلى البيت العتيق لأداء طواف الوداع، آخر مناسك الحج، استعدادًا لمغادرة الأراضي المقدسة.
وشهدت منشأة الجمرات اليوم تنظيمًا محكمًا لتدفقات الحجاج عبر مسارات انسيابية، وسط جاهزية كاملة من الجهات الأمنية والخدمية والصحية التي كثفت وجودها الميداني لضمان أداء النسك بأقصى درجات الراحة والسلامة. كما تم تخصيص مسارات خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب توفير مرافق للتبريد، ونشر الفرق الإسعافية، وتفعيل الرسائل التوعوية بلغات متعددة لمساعدة الحجاج في تجنّب الإجهاد الحراري ومضاعفاته.
وفي مشهد إيماني مهيب، اختتم الحجاج اليوم مشاعرهم في منى بأجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع، شاكرين الله على إتمام النسك، ومعبرين عن امتنانهم لجهود المملكة العربية السعودية التي وفّرت منظومة خدمات متكاملة ورفيعة المستوى، أسهمت في تسهيل تحركاتهم، وتلبية احتياجاتهم الصحية واللوجستية بكل كفاءة.
ويُعد يوم 13 ذو الحجة نهاية أيام التشريق الثلاث (11، 12، 13)، والتي يُقيم خلالها الحجاج في مشعر منى بعد أداء يوم النحر (10 ذو الحجة)، ويقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، الكبرى) كل يوم.
ويُعرف من يختار البقاء حتى اليوم الثالث عشر بـ”غير المتعجل”، وهو من لم يغادر منى في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس، كما يسمح له الشرع بذلك، إكمالًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومع مغادرة منى، يتوجّه الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، حيث يودّعون الكعبة المشرفة وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الإسلام، وقلوبهم مفعمة بالشكر والدعاء، وقد عادوا كما ولدتهم أمهاتهم، مغفورًا لهم بإذن الله، في ختام رحلة روحانية لا تُنسى.
قال أحد الحجاج المصريين:
“لم نشعر بأي صعوبة في أداء المناسك، فالتنظيم ممتاز، والخدمات متوفرة في كل مكان. الحمد لله الذي أكرمنا بالحج، والحمد لله على سلامتنا.”
أيام التشريق هي أيام ذكر وشكر لله، وهي فرصة لتعظيم الطاعات واغتنام ما تبقى من فضل أيام الحج. وقد قال رسول الله ﷺ: «أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ».
بهذا يسدل الستار على موسم الحج، وقد غادر الحجاج مشعر منى بعد أن أتموا مناسكهم في أمن وأمان وسلامة، في صورة مشرقة تجسّد جهود المملكة، وتخلّد في وجدان كل حاج لحظات لا تُنسى من الروحانية والسكينة.