كتب محمد نادر
في مشهد يعكس حجم التضحية التي يقدمها المعلمون في سبيل أداء رسالتهم الوطنية، أعلنت نقابة المهن التعليمية، صباح اليوم الثلاثاء، عن إصابة 19 معلمًا في حادثي سير منفصلين، أثناء توجههم لأداء مهامهم في مراقبة امتحانات الثانوية العامة لمادة اللغة الثانية.
وشملت الإصابات 12 معلمًا بمحافظة أسيوط، و7 آخرين بمحافظة قنا، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى مواقع الحادثين وتم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وسط تحرك فوري ودعم عاجل من النقابة العامة للمهن التعليمية برئاسة خلف الزناتي.
تلقت غرفة عمليات النقابة إخطارًا من النقابة الفرعية بأسيوط، يُفيد بإصابة 12 معلمًا منتدبين من إدارة أبنوب التعليمية إلى لجان الامتحانات بمركز جهينة في محافظة سوهاج، نتيجة حادث تصادم وقع على طريق الغنايم الصحراوي الغربي.
وبحسب البيان، وقع الحادث جراء اصطدام سيارة ميكروباص كانت تقل المعلمين بكتلة رملية بعد انحرافها عن الطريق، مما أدى إلى إصابة 12 معلمًا، تم نقلهم جميعًا إلى المستشفى.
وتم خروج 9 معلمين بعد تلقيهم العلاج اللازم، بينما لا تزال 3 حالات تخضع للفحوصات والأشعة بمستشفى الإيمان العام بأسيوط.
وفي حادث آخر بمحافظة قنا، أصيب 7 معلمين من قرية حجازة قبلي – مركز قوص، إثر تصادم السيارة التي كانت تقلهم بسيارة ملاكي أثناء توجههم إلى لجان الثانوية العامة بقرية دشنا.
وتم نقل 5 من المصابين إلى مستشفى قنا الجامعي، بينما خضع اثنان فقط للعلاج في موقع الحادث نظرًا لإصاباتهم الطفيفة.
وعلى الفور، كلف خلف الزناتي، نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، بتقديم دعم كامل وفوري للمصابين في كلا الحادثين، موجّهًا بصرف منحة صحية عاجلة قدرها 3000 جنيه لكل معلم مصاب، وتكليف رؤساء النقابات الفرعية واللجان النقابية بالتواجد مع المصابين بالمستشفيات لتذليل أي عقبات تواجههم.
كما وجه الزناتي كلًّا من:
عزت علي رئيس النقابة الفرعية بأسيوط.
كامل أبو زيد رئيس اللجنة النقابية بالغنايم.
شاكر أبو بكر رئيس النقابة الفرعية بقنا.
بسرعة التوجه إلى مواقع الحوادث والمستشفيات، لمتابعة الحالات الصحية والتنسيق مع غرفة العمليات النقابية لتوفير كافة الاحتياجات الطبية والإنسانية.
“المعلمون يؤدون واجبًا وطنيًا لا يقل أهمية عن أي جبهة أخرى. إصابتهم خلال تأدية هذا الواجب تستوجب أن نكون جميعًا في خدمتهم، والنقابة لن تدخر جهدًا حتى يتماثلوا للشفاء ويعودوا لممارسة رسالتهم السامية.”
وأكد الزناتي على أهمية التنسيق العاجل مع الجهات المعنية لتوفير أفضل رعاية ممكنة، مشيرًا إلى أن النقابة ستتابع الحالات لحظة بلحظة، وستتحمل كافة المسؤوليات الممكنة لضمان تعافي المصابين.
لقي الحادثان تفاعلًا واسعًا بين أبناء المنظومة التعليمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن تضامنهم مع المعلمين المصابين، مشيدين بما يقدمونه من جهد وإصرار، رغم مشقة السفر ومخاطر الطريق.
تحسين وسائل النقل المخصصة للمعلمين المنتدبين.
تأمين رحلات الانتقال خاصة في المحافظات الحدودية.
سرعة صرف التعويضات والمنح.
زيادة التنسيق بين التربية والتعليم والنقابة لتوفير وسيلة نقل آمنة للمعلمين خلال فترات الامتحانات.
من جانبهم، طالب معلمون ونقابيون بضرورة تفعيل التأمين الشامل على المعلمين خلال فترة الندب والامتحانات، مؤكدين أن الكثير منهم يسافر يوميًا لمسافات طويلة دون أي حماية أو تأمين مناسب، رغم أن مهمتهم مؤقتة وتخدم أمن وسلامة العملية الامتحانية.
في وقت ينتظر فيه ملايين الطلاب مصيرهم الدراسي، لا ينبغي أن نغفل عن أن هناك جنودًا حقيقيين يحمون هذه المنظومة من الخلف.. إنهم المعلمون، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل أن تسير الامتحانات في أمان وانضباط.
ويبقى الدعم النفسي والمادي للمعلمين المصابين اليوم، واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا قبل أن يكون نقابيًا أو قانونيًا، وهو ما تؤكده تحركات نقابة المهن التعليمية بقيادة الزناتي في هذه الأزمة.