كتب سيد بدران
في تطور جديد لمأساة انهيار 3 عقارات سكنية بمنطقة حدائق القبة في محافظة القاهرة، تمكنت قوات الإنقاذ منذ قليل من انتشال جثمان الضحية الرابعة من تحت الركام، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 4 متوفين و7 مصابين حتى الآن، وسط جهود مستمرة للعثور على مفقودين محتملين أسفل الأنقاض.
ولا تزال قوات الحماية المدنية بالقاهرة تواصل عملياتها الدقيقة في تمشيط موقع الانهيار، باستخدام معدات رفع الأنقاض والسلالم الهيدروليكية، فيما تعمل فرق الإسعاف على نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، وقد تم بالفعل نقل حالتين لتلقي الرعاية الطبية بمستشفى الزيتون التخصصي.
وانتقل فريق من نيابة حدائق القبة إلى موقع الكارثة لإجراء المعاينة الأولية لمكان الحادث، وشمل ذلك العقارات الثلاثة المنهارة، بالإضافة إلى عقار رابع مجاور تعرض لانهيار جزئي، وعقار خامس أصيب بتصدعات خطيرة أثارت قلق السكان.
وقد كلفت النيابة المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول أسباب الانهيار، وقررت تشكيل لجنة هندسية متخصصة لمعاينة العقارات المنهارة وتحديد مدى التزامها باشتراطات البناء والسلامة.
وفي إطار الإجراءات الوقائية، قامت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بإخلاء العقارات المجاورة تحسبًا لانهيارات جديدة، إلى جانب فصل التيار الكهربائي عن المنطقة بالكامل لتأمين فرق الإنقاذ ومنع حدوث كوارث إضافية.
كما دفعت السلطات بـ 8 سيارات إسعاف لموقع الحادث، وتمركزت قوات الحماية المدنية على أطراف موقع الانهيار لتوسيع دائرة البحث والإنقاذ، وسط تعاون واسع بين مختلف الجهات الأمنية والطبية.
وتعمل أجهزة البحث الجنائي حاليًا على جمع أقوال الشهود وتفريغ كاميرات المراقبة في محيط العقارات المنهارة، لرصد اللحظات التي سبقت الانهيار، ومعرفة ما إذا كانت هناك مؤشرات إنذارية أو أعمال ترميم مخالفة قد تسببت في الكارثة.
ولا تزال مشاهد الحزن تسيطر على أهالي المنطقة الذين تجمعوا على مقربة من الموقع، بانتظار أخبار ذويهم المفقودين. وفيما تواصل القوات جهودها لرفع الأنقاض وسط تضاؤل فرص النجاة، يبقى الأمل معقودًا على الوصول إلى من تبقى من المفقودين قبل فوات الأوان.
وتُسلّط هذه الكارثة الضوء مجددًا على خطورة العقارات المخالفة والقديمة في العاصمة، والحاجة الماسة إلى حملات تفتيش هندسية استباقية تمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تحصد الأرواح وتُخلّف مأساة إنسانية لا تُنسى.