كتب سيد بدران
في متابعة حثيثة لحادث انهيار العقارين 20 و22 بشارع أبو سيف من الخليج المصري في حي حدائق القبة، أكد الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أنه تم تشكيل لجنة هندسية متخصصة لمعاينة وفحص العقارات المجاورة لموقع الانهيار، لبيان مدى تأثرها بالحادث، خاصة وأن المنطقة المحيطة تضم عقارات قديمة ومتهالكة تحتاج إلى مراجعة إنشائية عاجلة.
وأوضح صابر أن قوات الحماية المدنية والإنقاذ المركزي تواصل جهودها المكثفة لرفع الأنقاض، والتأكد من عدم وجود أشخاص آخرين أسفل الركام، بعد أن تمكنت من انتشال 14 ناجيًا بينهم طفلة صغيرة ظلت 7 ساعات تحت الأنقاض، كما تم حتى اللحظة استخراج 4 جثث لمتوفين، في حين لا تزال أعمال التمشيط والبحث مستمرة.
وقد ساهمت فرق الهلال الأحمر المصري في عمليات البحث والإنقاذ، إلى جانب تقديم الإسعافات الفورية للمصابين، الذين تم نقلهم إلى مستشفى الزيتون التخصصي لتلقي الرعاية الطبية.
وبحسب البيان الطبي، شملت قائمة المصابين:
نوني عباس علي إسماعيل، 62 عامًا – مصاب باختناق.
سيدي محمد السيد، 60 عامًا – مصاب باختناق.
أحمد محمد الليثي، 50 عامًا – مصاب باختناق.
محمد المرشدي محمد، 40 عامًا – مصاب باختناق.
الطفل يونس كريم أحمد، 3 سنوات – مصاب باختناق.
ليلى أحمد عبد العال، والدة الطفل – مصابة باختناق.
كريم أحمد عبد الحميد، 34 عامًا – (متوفى)، والد الطفل.
ويواصل الدكتور إبراهيم صابر تواجده الميداني في موقع الحادث للإشراف على أعمال الإنقاذ، برفقة قيادات الحماية المدنية، والإسعاف، والأمن، والأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة، حيث يتم التعامل مع الموقع بدقة لتفادي أي انهيارات إضافية قد تهدد حياة فرق الإنقاذ أو سكان المنطقة.
وأشار المحافظ إلى أن العقارات المنهارة تُعد من المنشآت القديمة غير الآمنة، وهو ما دفع أجهزة المحافظة إلى إجراء حصر كامل بالعقارات المجاورة، تمهيدًا لاتخاذ قرارات سريعة بالإخلاء أو الترميم أو الإزالة، وفقًا لتقارير اللجنة الهندسية المشكلة.
من جانبها، تواصل أجهزة البحث الجنائي جمع التحريات وسماع أقوال الشهود في المنطقة، إلى جانب تفريغ كاميرات المراقبة في محيط العقارين المنهارين، فيما باشرت نيابة حدائق القبة التحقيقات الميدانية لمعاينة الموقع وتحديد المسؤوليات، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتسببين في هذا الحادث الأليم.
وتُسلّط هذه الكارثة الضوء مجددًا على أزمة المباني الآيلة للسقوط في القاهرة الكبرى، ما يستدعي إطلاق حملة فحص شاملة لكل العقارات القديمة بالتنسيق مع اللجان الفنية والهندسية، وتفعيل آليات الوقاية الاستباقية بدلاً من انتظار الكوارث.
وفي انتظار الحصيلة النهائية، تتواصل جهود الإنقاذ، فيما يُسيطر الحزن والأسى على أهالي المنطقة، الذين فقدوا جيرانًا وأحباء، في كارثة لم تكن في الحسبان.