الإثنين , يوليو 7 2025

في يومه العالمي.. لماذا يبقى “الأب” البطل الصامت في حياتنا؟

كتبت منةالله

رغم أن أول كلمة ينطق بها الطفل عادةً هي “ماما”، إلا أن الأب يظل ذلك الظل الوارف الذي يزرع الأمان دون ضجيج، ويحمل في صمته الكثير من الحب والمسؤولية. هو “سوبر مان” الحقيقي الذي لا يرتدي عباءة، لكنه يقف سدًا منيعًا بيننا وبين كل ما نخشى.

 

في هذا السياق، جاء الاحتفال بـ عيد الأب تكريمًا لهذا الرجل الذي كثيرًا ما يغيب اسمه عن كلمات الامتنان، رغم حضوره القوي في تفاصيل الحياة اليومية، وتفانيه الذي لا يُضاهى.

 

بدأت فكرة عيد الأب عام 1910 في مدينة سبوكين بولاية واشنطن الأمريكية، عندما قررت فتاة تُدعى سونورا دود تكريم والدها المحارب “ويليام جاكسون سمارت”، الذي تولّى بمفرده رعاية أبنائه الستة بعد وفاة زوجته أثناء الولادة.

 

فخلال حضورها لقدّاس عن عيد الأم عام 1909، خطرت لها فكرة أن يكون للأب أيضًا يوم خاص، وطلبت من الكنيسة تخصيص يوم لتكريم الآباء. وبالفعل، حُدد الأحد الثالث من شهر يونيو لهذا التقليد السنوي، الذي أصبح رسميًا بقرار رئاسي.

 

أما في مصر وعدد من الدول العربية، فيُحتفل بعيد الأب في 21 يونيو من كل عام، وهو ما يتزامن مع بداية فصل الصيف، وكأن الشمس تضيء رمزية هذا الرجل الحنون والثابت.

 

عيد الأب ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل لحظة اعتراف بدور لا يُقدّر بثمن. ففي هذا اليوم، يعبّر الأبناء عن امتنانهم لذلك الرجل الذي ربما لم يقل “أحبك” كثيرًا، لكنه أظهرها بكل تصرف، وبكل عرق سُكِب، وكل باب أُغلق عليه في صمت.

 

إنه اليوم الذي يُذكّرنا بأننا مهما تقدمنا في العمر، فـ”بابا” سيظل هو المأوى، هو المرشد، هو اليد التي تدفعنا للأمام حين تتعثر أقدامنا.

 

لا يتطلب الأمر الكثير. فقط بطاقة يدوية، كلمة حب صادقة، نزهة مميزة، أو حتى كوب شاي في المساء مع حديث دافئ. قد تكون هدية رمزية أو مفاجأة بسيطة، لكنها كفيلة بأن تُشعره بأنه ليس فقط “رب الأسرة” بل قلبها النابض.

 

فالآباء لا ينتظرون مقابلًا، لكنهم يتألقون حين يشعرون أن تعبهم لم يذهب سُدى، وأن أبناءهم يعرفون أنهم لم يكونوا يومًا مجرد “دافعي فواتير”، بل صُنّاع حياة.

 

في يوم الأب.. قف لحظة، وتذكر من كان سندك الأول، من علّمك كيف تمشي، وكيف تنهض بعد كل سقوط. قل له “شكرًا” الآن، لأن الفرصة لا تنتظر طويلًا.

شاهد أيضاً

” أبو نجاح ” محرومه من المياه والمسئولين “وطن من طين وودن من عجين “

متابعة ـ محروس سليم : قرية أبونجاح هي إحدى القرى التابعة للوحدة المحلية بشنبارة الميمونة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *