الأزهر الشريف يعلن تضامنه الكامل مع قطر

كتبت بوسي عواد

أعلن الأزهر الشريف، اليوم، عن تضامنه الكامل مع دولة قطر الشقيقة، مؤكدًا رفضه لأي مساس بسيادة الدول واستقلالها، وداعيًا إلى إعلاء لغة الحوار والسلام العادل بدلًا من صوت السلاح الذي لا يورث إلا الدمار.

 

وفي بيان رسمي صادر عن المؤسسة الدينية الأعرق في العالم الإسلامي، شدد الأزهر على أن احترام سيادة الدول على أراضيها هو مبدأ راسخ لا يجوز تجاوزه، مشيرًا إلى أن التجاوزات التي تنتهك هذا المبدأ تُعد خطرًا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

 

وجاء في البيان أن “صليل السلاح لا يوقف الحروب، ولا يطفئ نيرانها، بل يزيدها اشتعالًا”، في إشارة إلى خطورة استخدام القوة في إدارة الخلافات السياسية أو الإقليمية، مؤكدًا أن الحوار الجاد المؤدي إلى سلام عادل ودائم، هو السبيل الوحيد لإنهاء الحروب والنزاعات التي تعاني منها شعوب العالم، خاصة في الدول النامية.

 

ودعا الأزهر الشريف الأمة الإسلامية، حكومات وشعوبًا، إلى إحياء مبدأ “السلام العادل”، والعمل الجاد على ترسيخه كمنهج في التعامل مع الخلافات الداخلية والإقليمية، استنادًا إلى القيم القرآنية والسنّة النبوية الشريفة، مشيرًا إلى قوله تعالى:

{وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأنفال: 61].

 

وأكد الأزهر أن هذه الآية الكريمة تمثل رؤية إسلامية متقدمة لحل النزاعات، تضع الحق الإنساني في الحياة والكرامة فوق أي اعتبارات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية.

 

كما عبّر البيان عن دعم الأزهر الكامل لجهود إرساء السلام الدائم في مناطق النزاع، مطالبًا بضرورة تمكين شعوب الدول النامية من حياة كريمة، تحقّق لهم الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، تمامًا كما تنعم به الشعوب التي اتخذت قرارًا وطنيًا بوقف الحروب ونبذ العنف.

 

وأكد الأزهر أنه يشجّع بكل قوة أي مبادرات دولية أو إقليمية تهدف إلى وقف القتال وحقن الدماء، مشددًا على أن السلام ليس خيارًا ثانويًا، بل هو واجب شرعي وإنساني وأخلاقي.

 

ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية العديد من التوترات والنزاعات، لتكون رسالة الأزهر بمثابة صوت عقلاني وأخلاقي عالمي، ينادي بالسلام من منبرٍ إسلامي عريق، يحمل تاريخًا من الاعتدال والدعوة إلى الوحدة والتضامن بين الشعوب.

 

ويؤكد الأزهر الشريف من جديد أن القيادة الحكيمة لا تُقاس بقوة السلاح، بل بقدرتها على إطفاء الحرائق قبل اشتعالها، وإحلال السلام قبل الانجرار إلى ساحات الدماء.