كتبت بوسي عواد
في رسالة واضحة تعكس توجه الدولة المصرية نحو تعزيز التنمية البشرية، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، أن تأهيل الشباب علميًا وعمليًا يُعد أحد أهم محاور الاستثمار في رأس المال البشري، وهو ما يمثل حجر الزاوية لبناء أجيال قادرة على المنافسة الفعالة، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو تنمية شاملة ومستدامة.
جاء ذلك خلال كلمته في الحفل الختامي للدورة الثالثة من مسابقة Startup Power لدعم المشروعات الناشئة، والذي حضره عدد من كبار المسؤولين وممثلي القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، في مشهد يعكس التكامل الوطني لدعم الابتكار وريادة الأعمال.
الفعالية شهدت حضورًا رفيع المستوى، تقدمهم الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والمهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس خالد عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والنائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة ومؤسس المسابقة، والدكتور باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، إلى جانب عدد من النواب ورموز المجتمع.
وخلال كلمته، وجّه الدكتور عبدالغفار التحية لكافة المنظمين والمشاركين، مؤكداً أن المسابقة تمثل نموذجًا حيًا للشراكة بين القطاع الحكومي والمجتمع المدني والقطاع الخاص، وهي الشراكة التي وصفها بأنها “المسار الأنجح” لتحقيق الأهداف الوطنية لرؤية مصر 2030.
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء أن تأهيل الشباب وتدريبهم ليس مجرد خيار تنموي، بل هو استثمار استراتيجي يعكس إرادة سياسية واضحة تضع “الإنسان في قلب عملية التنمية”، مؤكدًا أن القيادة السياسية المصرية تؤمن إيمانًا راسخًا بأن تنمية الإنسان هي الغاية والوسيلة لكل تقدم حقيقي.
وأضاف: “حين نؤمن بالشباب ونمنحهم الأدوات الحقيقية للمنافسة، نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو التقدم… فالشباب المتمكن علميًا والمسلّح بالمهارات العملية، هو مفتاح كل نهضة وطنية”.
وشدد عبدالغفار على أن دعم المشروعات الناشئة، وتمكين روّاد الأعمال، وخلق بيئة محفزة للابتكار، كلها استراتيجيات حديثة تسير عليها الدول الطامحة للنمو السريع، مشيرًا إلى أن مصر تخطو بثبات في هذا الاتجاه من خلال مبادرات حكومية وتحالفات مجتمعية تدعم الشباب في كل مراحل مشروعاتهم.
وأكد أن مسابقات مثل Startup Power لا تخرج فقط أفكارًا قابلة للتطبيق، بل تبني أيضًا عقلية ريادية شابة تؤمن بأن النجاح لا يتحقق فقط بالوظيفة التقليدية، بل بالابتكار والإبداع وريادة المشاريع.
وأشاد عبدالغفار بالدور الحيوي الذي يلعبه التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، تحت رئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، والذي يُعد إحدى الركائز الأساسية في دعم جهود التنمية المجتمعية المستدامة، خاصة في مجالات التعليم والتدريب والصحة وتمكين المرأة والشباب.
ونوّه بأن مثل هذه التحالفات تعد شاهدًا على نضج النموذج المصري في إدارة موارد التنمية البشرية، وتحقيق أقصى استفادة من الطاقات الوطنية في إطار من التنسيق والتكامل.
وفي لفتة تقدير خاصة، وجّه وزير الصحة الشكر للنائب أحمد أبو هشيمة، مؤسس مسابقة Startup Power، مشيدًا بإيمانه المتواصل بقدرات الشباب، ودوره في دعمهم وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى مشروعات حقيقية قابلة للنمو.
وقال عبدالغفار: “عندما يقف القطاع الخاص بهذا الثقل إلى جانب الحكومة والمجتمع المدني، فإننا نكون قد أوجدنا نموذجًا تنمويًا فريدًا يمكن أن يُحتذى به إقليميًا ودوليًا”.
اختتم الدكتور خالد عبدالغفار كلمته بالتأكيد على أن بناء الإنسان المصري هو المشروع القومي الأهم، وأن كل جهد يُبذل في سبيل تأهيل الشباب وتمكينهم هو استثمار مضمون العائد، ليس فقط في الحاضر، بل في مستقبل مصر لعقود قادمة.
وأوضح أن الوزارة، بالتعاون مع كافة الجهات، تواصل دعم البرامج التدريبية والمبادرات التوعوية التي تستهدف الشباب في مختلف المحافظات، مؤكدًا أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لن يكون ممكنًا إلا بشراكة حقيقية مع الشباب.